كثر الحديث في هذه الأيام عن الأزمة المالية العالمية وأصبحت كثير من الدول تراقب بحذر تداعيات هذه الأزمة وأثارها حتى وان لم تكن طرفاً فيها مثل دول الخليج التي تشهد نمواً كبيراً في اقتصادها في ظل ارتفاعات أسعار البترول وتدفق الاستثمارات العالمية إليها، كما وأصبح هناك غموض في مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل هذه الانهيارات التي تشهدها المصارف العالمية ولما لها من اثر في دفع مسيرة نمو المصرفية الإسلامية، فمع انهيار البورصات العالمية وأزمة القروض والرهن العقاري في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن البنوك التقليدية بدأ يظهر عليها التخلخل وباتت تحتاج إلى حلول جذرية عميقة من جراء التلاعب بقواعد وأنظمة المعاملات البنكية، مثل الغش والاحتيال والتدليس على الأنظمة المالية والإفراط في المضاربات التي تعتمد اعتماداً أساسياً على معاملات وهمية تقوم على الاحتمالات وبيع المجهول بدون أي مبادلات فعلية للسلع بل تقوم على المقامرات والمراهنات التي تعتمد على الحظ، والأدهى أن معظمها يقوم على قروض من البنوك بفوائد ربوية عالية وعند حدوث أي أزمة تقوم البنوك التقليدية على شراء وبيع هذه الديون بفائدة مرتفعة عدة مرات، وهكذا كلما ارتفع سعر الفائدة على الودائع ارتفع سعرها على القروض الممنوحة للأفراد والشركات والمستفيد الاول هم البنوك والوسطاء الماليون، والظلم يقع على الأفراد والمؤسسات والشركات الحاصلين على القروض لقصد الاستهلاك أو الإنتاج، وهذا مصداق لقوله تعالى "يمحق الله الربا" وقد أكد خبراء المال والاستثمار، أن أزمة الائتمان العالمي تمثل فرصة ذهبية للقطاع الإسلامي وخاصة المصرفية الإسلامية، لوضع حد لهذه الأزمة المالية التي تهز أسواق العالم، فقد صرح كثير من الخبراء الاقتصاديين والمحللين الماليين، والغربيين منهم على وجه الخصوص في صحافتهم خلال الأزمة المالية الحالية والتي تعصف باقتصاديات العالم ان الحل الأمثل للمشكلة هو المصرفية الاسلامية التي تقوم على الاستثمار في مشروعات عينية وحقيقية ملتزمة بالصدق والأمانة والشفافية سواء كانت تجارية أو صناعية أو زراعية أو مالية أو عقارية، وليس في الاستثمار النقدي الذي يقوم على تجارة النقود بالنقود وبفائدة ربوية والاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل، وأن البديل الأمثل هو نظام المشاركة في الربح والخسارة للجميع لأنه يحقق الاستقرار والأمن والالتزام بالمبادئ التي تقوم عليها المصرفية الاسلامية وفق الشريعة الاسلامية السمحة، كما وان العمل المصرفي الإسلامي فيه الكثير من الفوائد والفرص المتاحة وأن هناك الكثير من الاستثمارات العينية والحقيقية التي تمت في هذا القطاع سواء من ناحية المنتجات الاسلامية المقدمة أو في الأدوات المالية المعروفة أو الخدمات المصرفية الاسلامية الأخرى وهذا يدعو أن تركز المصرفية الإسلامية على التنمية الحقيقية لتشمل كافه شرائح المجتمع المحلية والعالمية، وللحديث بقيه والله الموفق. @مستشار مالي عضو جمعيه الاقتصاد السعودية