فتح الفنان راشد الشمراني "أبو هلال" مجدداً في "قول في الثمانيات"، ملف الفساد والاحتيال الذي يمارس ضد المواطنين والمواطنات على حد سواء، بأسلوب ساخر وفانتازي. وواصل الشمراني عزفه على وتر "النصب" الذي أجاد الدوران حوله في حلقات هذا الجزء، غير أنه تحرر في حلقة اليوم. وكان من بين الضحايا هذه المرة متسلل من قيد الاحتكار للجانب السلبي، ومنح وجود ابن عم "شيخ السياكل" المفسد "نعيم دايم" له حرية في تقمص الشخصية بجانب أقل حدة. وتركت العفوية والرغبة في الحصول على الخاتم من "محرز" و"شيخ السياكل" المشاهد أمام كوميديا مضحكة مليئة بالمفارقات المميزة، حين حاول "محرز" تقمص هوية "أبو هلال"، لكنه وقع في نهاية الأمر ضحية عملية نصب من رجل يقارع الموت، حين أوهمهم أنه بصدد تعليمهم الفساد وما لبث أن مارس عليهم الحيلة. وحملت الحلقة تحذيراً قوياً لفئة من الناس ألِفت أن تكون ضحية لمثل هذه الحيل التي باتت موجودة بكثرة في المجتمع، وعادة ما يكون ضحاياها كبار السن أو النساء أو بعض البسطاء الذين يقعون ضحية لجشع وحيل ضعاف النفوس، سيما بعض الفاشلين.
ويحسب للمخرج والسيناريست العودة إلى موضوع الفساد وقصة الخاتم المفقود بربط مميز رغم وجود حلقة فاصلة بينهما، ما يوحي بتعمد المخرج جذب المشاهد وربطه أولاً بأول بالمراوحة بين الموضوعات والتركيز عليها أكثر من مرة، دونما أن يشعر من يتابع الحلقات بأي ملل أو رتابة في الطرح. وصورت الحلقة بجرأة حجم الفساد والتربح الذي يجنيه المفسدون من الأموال العامة وحقوق الناس للدرجة التي بات فيها التباهي بالفساد وارداً بين أبناء المفسدين دونما خجل أو خوف في ظل عدم وجود الرقيب القوي، مجسداً الخطر الذي يمكن أن ينتج عنه توارث الفساد وزيادة عدد المفسدين. ويشكل الثلاثي حسن عسيري وراشد الشمراني وحبيب الحبيب، بؤرة مميزة للكوميديا هذا العام، ونجحوا في سلب النجومية من بقية النجوم.