أعادت واقعة اختطاف الطفلة جوري الخالدي الأسبوع الماضي، واقعة اختطاف "ابتهال المطيري" قبل 10 أعوام للأذهان، وارتفعت لدى الأسر وخصوصاً الأمهات وتيرة الحذر من ترك أطفالهن لوحدهم في الأسواق وأمام المنازل. وفي الوقت الذي ظل لغز اختطاف ابتهال محيراً وجرحاً لم يندمل منذ عام 1427ه؛ فقد نجحت الجهات الأمنية -بتوفيق الله- من العثور على جوري في ظرف 11 يوماً على الرغم من غموض المعلومات الواردة وضبابية خيوط الجريمة.
يقول المواطن عبدالله الربدي إن الفترة التي تعرضت فيها "جوري" للاختطاف كانت أسرتها يعتصرها الألم وكأن المفقودة أحد أفرادها؛ مضيفاً: "أصبحنا حريصين جداً على ملازمة أولادنا والسؤال عنهم في أثناء ذهابهم إلى مدارسهم وعودتهم، وكذلك عند خروجنا للأسواق والمطاعم".
كما أكدت نورة الدباسي أن: "صورة "جوري" لم تغب عن ذهنها أبداً؛ وظلت تشاطر أهلها الألم غيابياً، فيما حرصت كثيراً على ملازمة أطفالها عند بقائهم في الألعاب الترفيهية وفي الأسواق".
وبيّن خالد الصبيحي أن الكثير من زملائه في العمل بدأوا في تقنين خروج أبنائهم من المنزل إلا للضرورة، لضمان عدم تعرضهم لأي مكروه؛ مشيراً إلى أن حادثة اختطاف الجوري قدمت دروساً للأسر بأهمية الحفاظ على أبنائهم، وعدم غيابهم عن الأنظار ولو لثوانٍ عدة، وأيضاً رفعت مستوى الحس الأمني لدى المجتمع، وأظهرت التلاحم والترابط بين أفراده، ووقوفهم صفاً واحداً في وجه المجرم.
من ناحية أخرى، عمدت بعض المدن الترفيهية داخل الأسواق الكبرى في المملكة إلى وضع بوابات داخل الألعاب وتوظيف فتيات لاستلام الأطفال وتقليدهم "سوارة" تحوي رقم جوال الأب أو الأم، ورقماً تسلسلياً للأطفال، وعدم خروجهم من الموقع إلا بحضور ذويهم لضمان حمايتهم من الغرباء.
يذكر أن المفقودة ابتهال المطيري اختفت من أمام منزل ذويها بحي القدس في المجمعة بتاريخ 7 /3 /1427ه في ظروف لا تزال غامضة مع عدم وجود أية خيوط أو معلومات قد تفيد بالعثور عليها.