أتابع كغيري من مطلع الاسبوع خبر اختطاف الطفلة جوري الخالدي، بعد أن اختفت بمركز طبي بالرياض ورصدت كاميرات المراقبة مجهولا اصطحبها فى سيارة، هذه الحادثة الشيطانية كانت غريبة على مجتمعنا أيام الحي الواحد والاسر المترابطة ومحدودية الجنسيات الوافدة وقلة أعدادهم، كان من المستحيل إخفاء طفل فى حي يعرف سكانه أبناء جيرانهم وتواريخ ميلادهم ويتناقل العامة على الطرقات خبر وجود كائن غريب فى بيت فلان! حتى تحلل لدينا النسيج الاجتماعي وهو أمر وارد بفعل التطور والتوسع وإيجاد فرص للعمل. فأصبح الجار لا يعرف جاره فكيف له أن يعرف أبناءه! ما تعرضت له الطفلة جوري أمر يثير القلق ولا أود أن أستبق الأحداث وأظهر تشاؤمي حول إمكانية بروز خطف الاطفال كظاهرة اجتماعية خطيرة! ومعروف أن من أهم الاهداف استغلال الاطفال فى التسول والسرقة أو ترويج المخدرات وتهيئتهم لأعمال منافية للآداب أو تصفية حسابات مع أسرهم وقلة يطلبون فدية واقلها حب التملك والامومة الزائفة، لكن من الواجب تثقيف الأسر للحفاظ على أطفالهم وترك الثقة المفرطة فى الاخرين وخاصة فى المولات ثم القضاء على رأس الأفعى بالبحث عن من وراء انتشار الاطفال للتسول عند الإشارات والاماكن العامة. غالباً ما يخطف الطفل فى المولات وفى مواسم الاجازات والتخفيضات، وهذه المولات ملزمة بوضع كاميرات المراقبة، ورصدت عدة حالات ومنها الطفلة جوري، ولو أنها تفتقر للتقنية الجيدة والمكلفة ويستعان بالأرخص إن لم تكن متعطلة أصلاً وقليلة مدة التسجيل وهي نقطة يجب التنبيه عليها، فكاميرات المراقبة ثبت فى الدول المتقدمة أنها كتيبة مراقبة «لا تكل ولا تمل» وكشفت العديد من الجرائم وأماطت اللثام عند العديد من المجرمين. اختفاء جوري أعاد الى الاذهان قصة اختفاء الطفلة ابتهال المطيري في محافظة المجمعة قبل تسع سنوات، والتي تم خطفها من أمام منزل عائلتها وحتى اليوم لم يفك لغز اختفائها ولم يوجد لها أدنى أثر وهو المصير الذي تخشى عائلة الخالدي أن يطال ابنتهم لتعيش مع أسر انعدمت فيهم الانسانية أو أم مزيفة قضى الحقد وحب التملك والانانية على قلبها وفسدت سيرتها! متطوعون فى مواقع التواصل الاجتماعي قاموا بحملات عدة لعدد من الاطفال المفقودين ومنهم جوري وكانت النتائج ممتازة وهي أمر يشكرون عليه فقد ضيقت الخناق على الفاعل وساعدت الجهات الامنية وثقفت الأسر للحفاظ على أطفالهم خاصة لمن هم دون الخامسة ولو أن هناك من ينشر معلومات مغلوطة ومضللة اجتهاداً وهو ما يعيق الوصول الى الهدف الاسمى من الحملة. ستعود جوري وتقر أعين والديها برؤيتها واحتضانها، وسيبقى الملف مفتوحاً فى انتظار تحرك إعلامي تثقيفي ورصد تقني متطور للمولات ومدن الالعاب والحدائق وتضييق الخناق على استغلال الاطفال للتسول، والله المستعان.