ما زال أهالي محافظة الأفلاج ينتظرون منذ قرابة 10 سنوات انتهاء تنفيذ مشروع محطة مياه الشرب المحلاة، أملاً في إنهاء معاناتهم التي طالما أرهقت جيوبهم، في ظل استغلال أصحاب الصهاريج والشركات للوضع الراهن، رغم أن المشروع في حال تنفيذه لم يغطّ احتياج المحافظة بشكل كامل، ويقتصر على المنازل داخل المدينة ومراكز محدودة، بينما حرم منها قرابة 25 مركزاً وقرية وتحتاج إلى توسعة أخرى في المشروع، وبعض المراكز عمل له خزانات مستقلة وبقيمة إجمالية، وتبين أن البئر المعمول بها جافة ولا يوجد بها مياه. أفلاج ليلى إن تنفيذ مشروع الأفلاج الخاص ب"ليلى" انطلق بعد إبرام عقد مع إحدى الشركات لتولي إنجازه، وذلك بمبلغ 96 مليون ريال للعقد والمغايرة المالية للمشروع الخاص بداخل المحافظة وبعض المراكز التابعة لها، وبدأ العمل به بتاريخ 8/ 1/ 1427ه، وبمدة 3 سنوات، إلا أن المدة فاقت الفترة المحددة دون أن تنجز الشركة المشغلة المشروع بالكامل.
مركز البديع وتم الاتفاق مع شركة ثانية لتبني مشروع مياه مركز البديع التابع للمحافظة وبمبلغ 32 مليوناً، علاوة على 6 ملايين أخرى تم الاتفاق عليها مع شركة ثالثة لعمل مشروع مركز السيح، وتقدر المبالغ الإجمالية لجميع المشاريع ب 134 مليون ريال.
وعلمت "سبق" من مصادرها أن الشركة المشغلة لمشروع المياه الخاص بالمحافظة قامت بحفر 7 آبار وبعمق 800 متر، وعلى الرغم من أن المضخة التي سيتم تركيبها على الآبار بعمق 70 متراً تقريباً، وأنه في حال نقص المياه سيحتاج الأمر إلى إنزال المضخة مرة أخرى.
منظومة الجير وأضافت المصادر أن سبب التأخير في مراحله الأولى أن الشركة اكتشفت أن بعض مياه الآبار التي عملت على حفرها الشركة المشغلة تبيّن عدم دقة المنظومة الخاصة بالجير، ووجود نسبة عالية من الكبريتات والإشعاعات الأرضية في بعض الآبار، وأنها غير صالحة للشرب.
تأخّر صرف وبدوره أوضح مسؤول داخل الشركة المشغلة بأن هناك تأخراً في صرف 4 مستخلصات مالية لدى وزارة المياه والكهرباء، وأنهم استلموا حتى الآن من قيمة المشروع 72 مليوناً.
وأضاف: أن المشروع في مراحله الأخيرة، وأن العمل سيقتصر مبدئياً على تشغيل بئر واحدة فقط وبإنتاجية تقدر ب 7 آلاف متر مكعب، وأن تشغيل الآبار الأخرى سينتظر حتى تؤمّن الآبار بحراسات أمنية تحد من السرقات التي تعرضت لها.
وأشار إلى أن احتياج المحافظة فقط 13 ألف متر مكعب، والسعة الإنتاجية للمشروع المعد داخل المحافظة والمراكز المشمولة به تقدر ب 25 ألف متر مكعب.
آبار غير صالحة وحول صلاحية مياه الآبار التي تم حفرها، أكد أن المرحلة الأولى التي نفذ بها المشروع مبدئياً قيست على بئر واحدة بمنظومة الجير، وتبين أن الآبار الأخرى غير صالحة للشرب، ويوجد بها نسبة من الإشعاعات الأرضية، ونسبة عالية من الكبريت، وعمل لها منظومة دقيقة لتنقيتها وتصفيتها.
وقال مدير فرع وزارة المياة والكهرباء بالأفلاج المهندس مطلق الغامدي: إن مشروع المياه الخاص بالمحافظة تبقى عليه قرابة شهر ونصف، ثم يليه العمل التجريبي والبدء.
شركة ثالثة للسيح وأضاف: أن العمل قائم أيضاً بمشروع مركز البديع والمقدر بتكلفة 32 مليوناً، وأنه خلال عام سيتم الانتهاء منه.
وتابع: هناك شركة ثالثة تعمل على إنشاء مشروع مركز السيح لتركيب خطوط أرضية ومضخة وخزان أرضي وعلوي وبمبلغ 6 ملايين، وما زال العمل قائماً به، معللاً بأن هناك مراكز لا يخدمها المشروع الرئيسي للمحافظة؛ لوجود خزانات مستقلة بها.
يُذكر أن وزير المياه والكهرباء، المهندس عبدالله الحصين، كان قد كشف في خبر نشرته "سبق" بتاريخ 21/ 2/ 1433ه تحت عنوان (الحصين: تأخير مشروع الأفلاج لاختلاف خصائص المياه بالآبار الجديدة) أن السبب الرئيس لتأخير تشغيل مشروع محطة مياه الشرب بمحافظة الأفلاج هو اختلاف خصائص المياه بالآبار الجديدة، مبيناً أنه أُعيد تصميم المحطة بما يتناسب مع خصائص المياه، ومشيراً إلى أن نسبة إنجاز العمل حالياً في المشروع تقدر ب 60%، حيث إنه في مرحلة التوريد والتركيب، فيما سينتهي عقد العمل به بتاريخ 9/ 11/ 1433ه.