سجلت أسعار نقل الحاويات في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام ارتفاعا حادا بنسبة 300 في المائة، بعدما بلغ سعر نقل البضائع 1000 ريال، فيما كانت لا تتجاوز 350 ريالا للسيارة الواحدة، في الوقت الذي نفت فيه إدارة الميناء ارتفاع الأسعار. وأرجع عدد من الناقلين والمخلصين الجمركيين السبب في هذا الارتفاع إلى بطء الإجراءات وعمليات المناولة والتحميل، إضافة إلى قلة الأجهزة وعطل بعضها والتي تستخدم في الكشف عن البضائع وفحصها قبل أن يتم فسحها. ووفقا لتقرير أعده الزميل فيصل الزهراني ونشرته "الاقتصادية"، يرى مخلصون جمركيون أن ما يحدث في ميناء الملك عبد العزيز قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض البضائع بسبب تأخرها داخل الميناء وبالتالي ارتفاع أجرة نقلها إلى الأسواق. وقال عبد الرحمن العطيشان رئيس لجنة النقل البري، إن الوضع في الميناء أصبح صعبا، حيث أدت الإجراءات والطرق المتبعة في عمليات الدخول والتفتيش على البضائع وعملية مناولتها إلى تكدسها بشكل كبير وهو ما رفع من قيمة النقل بنسبة 300 في المائة، إضافة إلى ما يطول السائقين من عمليات انتظار داخل الميناء قد تصل إلى ثلاثة أيام، وعدم السماح للسائق بالخروج من الميناء حتى ينهي إجراءات الحمولة التي سينقلها. وطالب العطيشان بسرعة التحرك من إدارة الميناء لإنهاء هذه المعاناة التي ستنعكس سلبا على المستهلك بالدرجة الأولى من خلال رفع قيمة البضائع والمواد التي تنقل من داخل الميناء إلى السوق. وأوضح العطيشان أن الإجراءات التي تتبع في الموانئ بالمملكة لا بد أن تتغير لتواكب التطور الكبير الذي تشهده المملكة، وذلك باستخدام أحدث التقنيات في عمليات إنهاء الإجراءات, إضافة إلى عطل كثير من الأجهزة التي تستخدم في إنهاء إجراءات الكشف على البضائع. وفي ذات السياق، قال عايض الحربي مخلص جمركي إن الوضع القائم في الميناء صعب وخاصة على السائقين لا سيما ونحن في شهر رمضان المبارك, حيث يعاني هؤلاء السائقون طول إنهاء الإجراءات التي تصل إلى 18 ساعة للسيارة الواحدة مع انعدام أبسط الأمور التي يحتاج إليها السائق كدورات المياه والمواقف التي يحتاج إليها السائقون للوقوف. وأشار الحربي إلى أن الأجهزة التي تستخدم للكشف عن البضائع قليلة جدا ولا تتناسب مع كمية وحجم البضائع التي يستقبلها الميناء, إضافة إلى عمليات المناولة للبضائع وتحميلها التي تستغرق الكثير من الوقت في ظل بطء الشركة المسؤولة عن هذا الموضوع وقلة العمالة المستخدمة لهذا الغرض, وهو ما سينتج عنه تكدس كميات كبيرة من البضائع بشكل مستمر قد يتضرر منها أصحاب هذه البضائع، وكذلك المخلصون الجمركيون لالتزامهم بعقود ومواعيد محددة مع أصحاب هذه البضائع، ما قد يعرضهم لدفع مبالغ مالية إضافية. وتطرق الحربي إلى الاجتماعات التي دارت بينهم كمخلصين جمركيين وإدارة الميناء من خلال اجتماعهم بمدير الميناء في سبيل الوصول إلى حلول للمشاكل التي يواجهونها كمخلصين أو حتى ناقلين داخل الميناء, مشيرا إلى أنهم لم يلمسوا أي تغيير في سبيل تحسين وتسهيل الإجراءات على أرض الواقع. وأكد الحربي أنهم كمخلصين جمركيين يضطرون في بعض الأحيان وفي ظل التأخير الحاصل في إنهاء الإجراءات، إلى دفع مبالغ إضافية من حسابهم الخاص حتى لا يتحملوا غرامات مالية جراء عدم التزامهم مع شركات أخرى بتسليم البضائع في الوقت المحدد. وفي السياق نفسه، أوضح عبد اللطيف الحمين عضو لجنة النقل البري، أن ميناء الملك عبد العزيز وكعادته في مثل هذه الفترة من كل عام وخاصة شهر رمضان، يشهد زيادة كبيرة في البضائع التي يستقبلها الميناء، ما يزيد من عمليات تكدس البضائع داخل الميناء وتأخير خروجها وإنهاء إجراءاتها بسرعة. ويضيف الحمين أن العمالة التي تتواجد في عمليات المناولة والتحميل تتأثر بشهر رمضان وخاصة المسلمين منهم، ما يقلل من أدائهم بعض الشيء، مبينا أن الإجراءات تحتاج إلى بعض التغيير ومواكبة التقنيات الحديثة في سبيل الحصول على خدمات وأداء أفضل من الموجود حاليا. من جهته، كشف نعيم إبراهيم النعيم مدير عام ميناء الملك عبد العزيز بالدمام عن أن أقصى مدة يمكن أن تستغرقها السيارة الواحدة لإنهاء إجراءاتها تراوح بين ساعتين وثلاث ساعات تصل في بعض الأوقات إلى أربع ساعات نافيا مكوث السائقين داخل الميناء أكثر من يوم لإنهاء وتحميل البضائع. وقال النعيم إن الميناء حقق مع نهاية تموز (يوليو) تخليص 153 ألف حاوية مقارنة ب 117 ألف حاوية تم تخليصها بنهاية الربع الأول و133 ألف حاوية بنهاية الربع الثاني، وهو ما يؤكد أن العمل في الميناء يسير بشكل جيد، وأن عمليات إنهاء إجراءات الفسح للبضائع تتم بالشكل المطلوب. وأشار النعيم إلى أن إنهاء إجراءات البضائع يتم بشكل مريح في ظل تضافر جميع الجهود من مقاول مسؤول عن مناولة وتحميل البضائع إلى رجال الجمارك الذين يتعاونون بشكل كبير لتسهيل إجراءات الفسح، حيث يستمر عملهم في بعض الأوقات إلى الخامسة فجرا على جهاز الأشعة الذي يتم من خلاله الكشف على الحاويات وما بداخلها.