ضرب جندي سعودي على الحد الجنوبي أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية، عندما صدّ سرية حوثية عند نقطة متقدمة في جبل الدود بالخوبة تواجه العدو مباشرة؛ حيث أنقذ رفاقه من الأسر والقتل خلال الغارة الغادرة، رغم إصابته بتسع شظايا، وحافظ على الموقع الاستراتيجي المطل على مساحات شاسعة من قرى الخوبة. يأمل العودة الجندي الشجاع عبدالرحمن بن عبيدالله الحسيني السلمي الذي يعمل في مديرية حرس الحدود جنوبي المملكة ما زال يتلقى العلاج من إصاباته المتوسطة، ويأمل أن يشفى بسرعة؛ ليعاود الكرّة من جديد؛ دفاعاً عن وطنه وأرضه ضد الميليشيات الحوثية.
هجوم مباغت وروى شقيق الجندي الباسل عبدالله السلمي ل"سبق" تفاصيل ما حدث قائلاً: إنه منذ عدة أيام وبينما شقيقه برفقة أربعة من زملائه في مبنى الحماية على نقطة متقدمة في جبل الدود بالخوبة، وفي مواجهة العدو الحوثي مباشرة، وبعد أن أرخى الليل سدوله وتحوّل المكان لظلام دامس، فوجئوا بهجوم بالهاون من قبل الحوثيين، والذين كانوا يخططون لاحتلال ذلك الموقع؛ لما يمثله من أهمية استراتيجية لتمركز قواتهم، وتسبب الهجوم بإصابتهم جميعاً بإصابات متنوعة".
شظايا وتحامل وتابع: "عندما هدأ القصف وجد السلمي نفسه مصاباً بتسع شظايا، ورغم نزف الدماء تحامل على نفسه لتفقّد رفاقه، فاكتشف أن أحدهم مصاب خارج مبنى الحماية، وهذا ما يعرضه لخطر القتل أو الأسر، فتحامل على نفسه سريعاً، وخرج من موقعه إلى موقع زميله المصاب على بعد 30 متراً، ورغم أصوات الرصاص المتقطع حمله على ظهره سريعاً حتى أدخله للبرج؛ لحمايته من رصاص القناصة".
تلقين الشهادة وواصل: "عاد أخي سريعاً لموقع الخفارة، وأبلغ عبر اللاسلكي عن هجوم الهاون وحجم الإصابات، ثم وجد أحد زملائه يصارع في الرمق الأخير، وعند محاولته إسعافه علم أن الشظايا اخترقت صدره، وكانت إصابة بليغة، وقام بتلقينه الشهادة".
طرد السرية ويواصل "السلمي": "عقب ذلك تذكر الجندي الشجاع أن أسلوب الميليشيات الحوثية يقوم على هجوم الأفراد بالرشاشات على الموقع المستهدف بعد دقائق من قصفه بالهاون، فتمركز خارج غرفة الحماية وبرفقته سلاحه وصندوق قنابل يدوية، ولاحظ محاولة سرية من الميليشيات يقتربون من غرفة الحماية؛ حيث كان يتمركز، وهم مسلحون بعيار الخمسين، فتمالك أعصابه حتى اقتربوا، ونجح في إطلاق النار عليهم، وقتل أحدهم وأصيب آخر، ثم أخذ يرمي عليهم القنابل اليدوية ليوهمهم بأن الفرقة لم تصب بأذى فولى البقية الأدبار، معتقدين أن غرفة الحماية لم يصب جنودها بأذى".
إسعاف ونوط وبعد فترة قصيرة من هرب الميليشيات حضرت الفرق المساندة، وتم إسعاف المصابين، ونقلهم إلى مستشفى الحرث في الخوبة؛ حيث كان باستقبالهم قائد قطاع الحرث، والذي أثنى على شجاعة "السلمي" وصموده أمام ألم الإصابة، وتمّت التوصية له من قطاع الحرث بنوط شجاعة لقاء ما بذله من موقف شجاع وبطولي.
وفي المستشفى تلقى 4 من زملائه العلاج من الشظايا التي أصيبوا بها، في حين استشهد الخامس بعد تعرضه لإصابة قوية في الصدر، وفاضت روحه بعد أن لقنه صديقه الشهادة على جبهة القتال.
علاج ورجاء "السلمي" الذي استقبل العديد من الزوار من رفاقه وضباطه من قيادة حرس الحدود كان يرجوهم أن يعود على الحد، مدافعاً مع زملائه، ولكن تم رفض طلبه؛ بسبب حالته الصحية التي لا تسمح له، والتي أدّت لنقله لمستشفى قوى الأمن بمكة لتلقي العلاج اللازم.
9 أوسمة الجندي الشجاع، الذي ضرب أروع الأمثلة في الصمود والذكاء عندما يسأله زواره عن صحته وعن عدد الشظايا يرد: هي تسع شظايا أعتبرها 9 أوسمة شرف؛ للدفاع عن الوطن الغالي.