تنطلق يوم غد الاثنين الندوات المصاحبة لمعرض وفعاليات وتاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز تحت عنوان "الفهد.. والشباب" و"الفهد.. والإيمان"، وذلك في مركز الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وأوضحت اللجنة التنظيمية للمعرض أن المعرض الذي افتتحه الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، يوم الاثنين الماضي سيشهد انطلاقة أولى الندوات، وهي "الفهد والإيمان" يوم غد الاثنين بإدارة الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وبمشاركة كل من: نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، والأمين الأسبق للعاصمة المقدسة الدكتور عمر بن عبدالله قاضي، والأمين الحالي للعاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار. وستتناول الندوة التعريف بدور الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله– في خدمة الإسلام والمسلمين، وإبراز جهوده الكبيرة في رعاية الحرمين الشريفين، واستعراض مشروع توسعته العملاقة للحرم المكي الشريف، وكذلك صور عنايته بخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، من خلال إطلاق الكثير من المشاريع العملاقة لتطوير مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، فضلاً عن جهوده في الدعوة الإسلامية.
وفي اليوم الثاني من بدء المعرض نشاطه استحضرت الشاشات العملاقة "عروض البانوراما" بالمعرض المقام بمقر الخيمة الرياضية بجامعة الملك عبدالعزيز على مدى 12 يوماً بمحطته الثانية بجدة، فيما كان القسم الأخير من المعرض، الذي يتناول اللحظات الأخيرة في حياة "الراحل"، محطة مهمة للزائرين؛ إذ تعايش الزائرون من العوائل والأسر من داخل جدة وخارجها مع مثل هذه اللحظات التاريخية من مراسم تشييع جثمان الفقيد، والصلاة عليه، إلى جانب مقتطفات من حياة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، والمواقف الحاسمة والأبرز، وذلك بصور ومشاهد عالية الوضوح عبر هذه الشاشات التي تُستقطب لأول مرة في المعارض المقامة بالسعودية، وبتقنيات حديثة (HD) في مجال المادة المرئية.
وكشفت اللجنة المنظمة عن إنشاء أكبر شاشة جدارية، تبلغ مساحتها 8. 4 م عرضاً، فيما يبلغ ارتفاعها 3. 6 م، وتقدر جودة صورتها ب1080x1920 بكسل، واستغرق تثبيتها أسبوعاً كاملاً، وتتمتع بمعايير تقنية عالية؛ لترصد اللجنة نحو 10 آلاف زائر في اليومين الماضيين.
في حين استوقفت وثيقة، كُتبت باللغة الفارسية، أنظار الزائرين لمعرض (الفهد.. روح القيادة)، التي وضعت ضمن الأوسمة والنياشين والهدايا التي تلقاها الملك الراحل من مختلف زعماء وهيئات دول العالم.
وكانت هذه الوثيقة قد مُنحت للملك فهد -رحمه الله- مع حصان أُهدي له من جمهورية إيران الإسلامية خلال إحدى زياراته لها؛ إذ تسابقت عدسات هواتف الزوار النقالة للتصوير بجوارها وتوثيقها كذكرى تقود إلى مدى المكانة التي صنعها الملك فهد في نفوس قادة العالم، وكسب إثرها احترامهم وتقديرهم له.
وتُعبّر المحطة الثانية للمعرض التي تستضيفها منطقة مكةالمكرمة بمحافظة جدة عن النجاحات المتوالية لهذا المعرض، بدءاً من محطته الأولى بالرياض، وتحقيق نقل الإلهام والروح القيادية لشخصية الملك فهد -رحمه الله- إلى فئة الشباب، التي تعتبر واحدة من أهم أهداف المعرض الذي استقطب 7000 متدرب من الشباب في ورش عمل عن القيادة، إضافة إلى تبني مفهوم التعلّم بالترفيه عن القيادة ل3000 طفل، فضلاً عن مشاركة 100 عمل فني، عبّر فيها المبدعون عن تلك الحقبة الزمنية التي امتازت بالاستقرار السياسي والاقتصادي والأمن والبناء، وتجاوز الحروب والأزمات.
ووقع الاختيار على منطقة مكةالمكرمة لتكون المحطة الثانية للمعرض بسبب المكانة العظيمة التي حظيت بها هذه المنطقة من الملك فهد -رحمه الله-؛ كونها تضم بيت الله الحرام قِبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم؛ إذ عني الملك فهد بن عبدالعزيز بتوسعة المسجد الحرام، وتهيئة المشاعر المقدسة؛ ليؤدي ضيوف الرحمن مناسك حجهم في يسر وسهولة.
كما حظيت محافظة جدة التي يقام على أرضها المعرض في عهد "الفهد" بعناية كبيرة؛ لكونها بوابة الحرمين الشريفين، والعاصمة الاقتصادية للمملكة؛ فشهدت في ذلك العهد الزاهر تطوراً كبيراً في جميع المجالات العمرانية والحضرية.
ويشترك في تنفيذ معرض وفعاليات "الفهد.. روح القيادة" فريق عمل من القياديين والمسؤولين الذين عملوا في محطته الأولى بالرياض، فضلاً عن المتطوعين من محافظات منطقة مكةالمكرمة من الشبان والشابات؛ إذ استقبلت اللجنة التنظيمية طلبات ما يزيد على 500 متطوع ومتطوعة للعمل أيام المعرض، والإشراف على تنظيم الفعاليات، الذين تم تدريبهم فيما يخص التعامل مع الجمهور، واعتماد زي خاص لهم؛ ليسهل للزائرين التواصل معهم دون غيرهم.
ويشتمل المعرض على 1000 صورة، إضافة إلى أنشطة وفعاليات للعائلات والشباب والأطفال، وورش تدريب عن السمات القيادية للشباب، والتنشئة القيادية للطفل، وذلك عبر الإبحار في سيرة الملك فهد -رحمه الله- منذ ولادته حتى وفاته.