نظّمت لجنة الإبداع بنادي أبها الأدبي، أمسية شعرية، شارك فيها الشعراء: (حسين النجمي، وزايد حاشد، وحسن القرني، والشاعرة زهرة آل ظافر)، وأدارتها عبير العلي، وشهدت سجالات ومداخلات واشتباكات لفظية بين الشعراء والمعقّبين، عقب نهاية الأمسية؛ حينما انتقد صالح الأحمد ما وصفه ب"تكرار القصائد ورتابتها" وانتقد الراقي الشرعي علي بن جارالله بن عبود الشاعريْن (زايد حاشد، وحسن القرني) على ما قال عنه إنه "إغراق في الرمزية"؛ مهدداً برفع قضية ضد الأخير. قدّم للأمسية عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة "إبداع" ظافر الجبيري، بكلمة رحّب فيها بالضيوف، وأشار إلى أن هذه الأمسية تأتي بعد شهرين من تأخير الموعد المقرر لإقامتها لظروف بعض الضيوف وتزاحم الفعاليات، وسلّط الضوء على برامج لجنة إبداع خلال الفترة القادمة.
بدأت مديرة الأمسية عبير العلي بالتعريف بشعراء الأمسية؛ بحيث تقوم بالتقديم لكل شاعر وقراءة سيرة ذاتية عنه، قبل أن يبدأ قراءة نصوصه الشعرية في الجولة الأولى.
واستهل الأمسية الشاعر حسين النجمي، الذي قرأ نصاً ترحيبياً، ونص "حديث المنجزات"، وقرأ الشاعر زايد حاشد نصيْ "نبيذ الحصى"، و"أمة من سنابل"، وافتتح الشاعر حسن القرني قراءته بأبيات للشاعر العراقي الراحل عبدالرزاق عبدالواحد، ثم قرأ نص "ما أنت إلا أنت"، وقصيدة في رثاء الشاعر الراحل غرم الله الصقاعي، وجاء ختام الجولة الأولى من الأمسية من القاعة النسائية بقراءة الشاعرة زهرة آل ظافر لنصيْ "بوح لتراب الوطن"، و"ظهر الأماني".
وفي الجولة الثانية قرأ "النجمي" قصيدة "فتنة أذناب إيران"، وقرأ "حاشد" مجموعة من نصوصه القصيرة (ق.ق.ج)، وقرأ "القرني" تسعة نصوص قصيرة جداً أسماها "طقاطيق"، وألقت الشاعرة زهرة نصي "أرباب الضلال"، و"على لسان طير قدسي جريح".
وفي الجولة الثالثة والأخيرة ألقى "النجمي" قصيدتيْ "مقاطع من نشرة الأخبار"، و"معاناة أهل الشام"، وقرأ زايد مجموعة من النصوص القصيرة بعنوان "شيء من سورة الظهيرة"؛ فيما قرأ "القرني" نصوص "على شغف الروح"، و"تحسسي"، و"تقول أنك لا ترى غيري"، و"ألقوك"، و"لماذا الكتابة"، و"عن الوطن"، واختتمت "آل ظافر" الأمسية بنصوص "حديث الموج"، و"دمعك المجنون".
وفي مداخلات الحضور، طالبَ محمد المحبي بمزيد من الاهتمام برموز العمل الثقافي، وانتقد صالح الأحمد تكرار القصائد ورتابتها في الأمسيات الشعرية؛ فيما عقّب عليه الشاعر إبراهيم معدي بأن الأمسية اشتملت على أنواع مختلفة من التجارب الشعرية، وأرضت جميع الأذواق، وتراوحت ما بين الشعر الفاره والحقيقي، والنظم الذي لا يرقى لأن يكون شعراً، وانتقد الراقي الشرعي علي بن جارالله بن عبود الشاعريْن (زايد حاشد، وحسن القرني) على إغراقهما في الرمزية، ووجّه لهما أوصافا لاذعة وخارجة عن حدود اللياقة الأدبية، ووجه تهديداً للشاعر حسن القرني بأن قصائده تحتوي على رمزيات لو رُفعت للقضاء لتَمّت محاسبته عليها، وامتدح الشاعر حسين النجمي والشاعرة زهرة آل ظافر، بدوره علّق الشاعر حسن القرني على مداخلة "جار الله"؛ مطالباً إياه بالتحلي باللباقة؛ لأنه يقبل أي نقد غير مشتمل على مثل ما أورده المداخل.
ثم عقّب "الجبيري" على بعض التساؤلات الموجهة للجنة إبداع، واعتذر عما ورد في الأمسية من إساءات طالت ضيوف الأمسية، في واحد من أنشطة لجنة إبداع التي يرأسها.
من جانبه، قال رئيس نادي أبها الأدبي: إن الأمسية تأتي ضمن نشاط لجنة إبداع في النادي؛ حيث تُقَدّم كل لجنة من لجان النادي برامجها بين الفينة والأخرى، وقد تجاورت في تلك الليلة عدداً من التجارب الشعرية المتباينة من حيث الأداة والرؤية المشكّلة للتجربة، وأكد أن النادي مؤسسة للأدباء والمثقفين يلتقون فيها ويستمعون ويقرأون لبعضهم ويتحاورون ويختلفون في حدود الاختلاف المثري.
وأضاف: نتفهم وجود بعض التباين في الأطروحات والرؤى، وهذه ظاهرة صحية وعلينا أن نستفيد من طاقات التنوع والاختلاف لبناء القيم الإبداعية والقيم الحضارية، وألا يضيق بعضنا بالآخر، وأن يحمل بعضنا بعضاً على المقاصد الحسنة، وأن نوجّه طاقاتنا هذه لبناء مجتمعنا وتوجيه ثقافتنا لما يرتفع بها ويحقق التنمية الثقافية المنشودة، وعلينا أن يكون اختلافنا مؤطراً باحترام الآخر، وسيظل النادي مفتوحاً للجميع ضمن حدود احترام الثوابت الدينية والوطنية.
ثم أعلنت مديرة الأمسية عبير العلي نهاية الأمسية، ودعت الضيوف إلى تكريمهم بدروع النادي.