ثلاثة شعراء وشاعرة من جيل الشباب جمعهم نادي أبها الأدبي مساء الاثنين الماضي في أمسية شعرية, قالت مديرتها الشاعرة زهرة آل ظافر التي رحبت بالحضور والحاضرات باسم النادي ان مساء أبها سيضيء هذه الليلة بألسنة من المشاعر يوقدها عذب الأحاسيس وحلاوة اللقاء, ووصفته بأنه مساء تلون بألوان الربيع الزاهية في موسم الشتاء, وكسته الأبجدية أبهى حلّة, ثم أعلنت بدء الأمسية, التي شاركت فيها الشاعرة حليمة أحمد عسيري, الى جانب الشاعر حسن محمد القرني، والشاعر زايد حاشد كناني, والشاعر موسي يحيى محرق, قسمت إلى ثلاث جولاتٍ شعرية, القى كل شاعر في كلّ جولةٍ قصيدتين, وقد اختارت آل ظافر أن يبدأ الأمسية الشاعر حسن القرني, بعد ان قدمت قراءةً تعريفيةٍ تحدثت فيها عن نتاجه الأدبي وتناولت جانبا من سيرته الذاتية والأدبية, فهو صاحبُ ديوانين شعريين, أحدهما مطبوع وهو بعنوان "ما لم أقل" وديوان تحت الطبع بعنوان "ولم يبق من خيبةٍ في الزجاجة" كما أنه شارك في مسابقة أمير الشعراء في نسختها الثالثة, كذلك فعلت مع الشعراء الباقين قبل إلقاء قصائدهم. بدأ القرني بقراءة قصيدتي "سجن الروح, صلاة جهرية", أخذ الحضور خلالها في رحلة مع جمال اللغة حين توغل في رمزية مبحرة عبر قصائد مشوقة, ثم تلته الشاعرة حليمة عسيري والتي حاولت التقليب في الصفحات والتوقف أمام مشاعرها المدفونة كما وصفتها, مريدةً بذلك أن تتنفس هذه المشاعر عطر الحاضرين حتى تقوى وتبتهج, ثم قرأت نصي "مباح"، و«احتضار»، وقد استطاعت أن تخوض بقصائدها في عمق المعاناة الإنسانية, التي تقود المتلقي نحو الشعور بنضج التجربة عند الشاعرة, ساهم في ذلك إلقاؤها المتمكن, وشعورها الصادق, ومن ثم جاء وقت الفارس الثالث زايد حاشد والذي غاب عن المنابر الثقافية والأمسيات الشعرية منذ العام 2005م, وقد اختار أن تكون البداية من خلال ديوانه المطبوع في نادي أبها الأدبي "تقاسيم زامر الحي" حيث قرأ من بين نصوصه قصيدتي "الغسق, زامر الحي لا يطرب", ليتواصل ليل الإبداع, ويذهب الشاعر بعيداً في محاكاته للذائقة الرفيعة لدى المستمعين, والتي تحاول أن تعيد الطرب إلى شادي الحي على حد وصفه, وفي ختام الجولة الأولى ألقى الضيف القادم من جيزان, الشاعر موسى يحيى محرق قصيدتين, حيث أبدى قبلها سعادته الغامرة بالعودة إلى أبها ومنبر ناديها الأدبي, والذي كان قد انطلق من خلاله إبان إقامته في أبها أيام دراسته الجامعية وما تلاها من سني العمل فيها, واختار أن يبدأ بالقصيدة الأخيرة التي كتبها قبيل مغادرته أبها وهي قصيدة "أبها في انكسار الوداع", ذكر فيها حنينه إليها وأيامها الخوالي, كما تغنى بأميرها السابق خالد الفيصل موضحاً مدى وعيه الفكري وإدراكه المبكر, وقدرته على قراءة المشهد بدقة, الجدير بالذكر أن له ديوانا تحت الطبع يحمل اسم "عروج", ربما يرى النور قريباً عبر بوابة نادي أبها الأدبي، ثم قرأ قصيدة ثانية وهي "مدي لي الاحلام". وفي الجولة الثانية, قرأ الشاعر حسن القرني نصين, لم يعنون الأول كما يقول تاركا المجال أمام المتلقي ليضع له عنواناً كما يريد, والثاني بعنوان "موسيقى", وقرأت في ذات الجولة الشاعرة حليمة العسيري قصيدتي "عيدي, دموعها", ثم قرأ زايد حاشد نصي "احتفالية على نجيع الشفق, إيماءة الشيّح" وهي مهداة لروح الشاعر محمد الثبيتي, فيمَا قرأ موسى محرق نصين هما "ما كنت أنهاكم, سألوك عني", وفي الجولة الثالثة قرأ الشاعر حسن القرني أربعاً من الومضات بعد أن أجاب طلب الشاعر مريع سوادي وقرأ نص "الكتابة", ثم قرأت الشاعرة حليمة العسيري نصي "أنا لا أغيب، عانقت أُنساً", في حين القى الشاعر زايد حاشد قصيدتين هما "براءة, نهار", واختتم الشاعر موسى محرق الأمسية بقصيدتي "شكراً لهذا البؤس يا قومي, وطن يشبه الآخرة". في ختام الأمسية ألقى الدكتور محمد أبو ملحة نائب رئيس النادي كلمة, شكر فيها الشاعرة والشعراء ومديرة الأمسية على ما أمتعوا به المستمعين, وقال: حلقنا هذه الليلة مع هذه الإبداعات الشعرية ودعا الشعراء لتسلم دروع النادي وهداياهم التذكارية, فيما كرمت عضو النادي كفى عسيري الشاعرة في القسم النسائي.