يبدأ معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز، استقبال الزوار من أهالي جدة ومحافظات منطقة مكةالمكرمة، في مقر جامعة الملك عبدالعزيز (الخيمة الرياضية)، يوم غد الثلاثاء. وقد خصصت اللجنة التنظيمية للمعرض، الذي يستمر 12 يوماً، الفترة الصباحية لزيارة طالبات وطلاب المدارس والجامعات والكليات، فيما خصصت الفترة المسائية من الساعة السادسة إلى العاشرة مساء يومياً. وتنطلق، غداً، أولى الندوات المصاحبة لمعرض فعاليات وتاريخ الملك فهد بن عبدالعزيزتحت عنوان: "الفهد.. والإيمان"، في مركز الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
وقالت اللجنة التنظيمية للمعرض، الذي يرعاه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة: "الندوة ستتناول التعريف الملك فهد بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين، وإبراز جهوده الكبيرة في رعاية الحرمين الشريفين، واستعراض مشروع توسعته العملاقة للحرم المكي الشريف، وكذلك صور عنايته بخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، من خلال إطلاق العديد من المشاريع العملاقة لتطوير مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، فضلاً عن جهوده في الدعوة الإسلامية".
وأضافت: "الندوة ستعقد بإدارة الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وبمشاركة كل من نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، والأمين الأسبق للعاصمة المقدسة الدكتور عمر بن عبدالله قاضي، والأمين الحالي للعاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار". ويتضمن برنامج الندوات المصاحبة أيضاً ندوة أخرى يوم الخميس الموافق (7 صفر الموافق 19نوفمبر) بعنوان: "الفهد والشباب"، وتهدف إلى التعريف بالتطور الكبير الذي شهده قطاع الشباب في عهد الملك فهد، وحرصه على تنمية الشباب علمياً ومعرفياً، انطلاقاً من إدراكه لأهمية بنائهم وإعدادهم لقيادة المملكة نحو المستقبل.
وأردفت اللجنة التنظيمية: "الندوة ستهتم بإبراز أهمية روح المبادرة والسعي لتحيق الريادة لدى الشباب، عبر طرح الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى فرص لمشاريع استثمارية حقيقية ناجحة، وذلك من عرض عدد من النماذج الناجحة للشبان المبادرين خلال الندوة".
وقالت اللجنة التنظيمية: "أمين مؤسسة العنود الخيرية الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم، سيتولى إدارة ندوة "الفهد والشباب"، فيما سيشارك فيها كل من مؤسس مؤتمرات "تيدكس العربية" بندر بن عبدالحليم المطلق، ومؤلف كتاب "دام" ومدير برامج الريادة في "باب رزق جميل" هشام بن خالد داغستاني، ومدير جمعية مودة الخيرية للزواج محمد بن علي آل رضي".
وفي ذات السياق، يطلق معرض وفعاليات الملك فهد بن عبدالعزيز في نفس اليوم دورات تدريبية متخصصة للشبان والفتيات في مهارات القيادة، بالشراكة مع جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وسيقدم المعرض والفعاليات المصاحبة له إضافة ثرية من الناحية العلمية والعملية لطلاب وطالبات الجامعة، خصوصاً بوجود دورات في إدارة الفعاليات والتطوع ومهارات القيادة والريادة الاجتماعية.
وذكرت اللجنة التنظيمية أن المعرض سينظم دورات تدريبية عن مبادئ القيادة بدأ التسجيل لها منذ فترة، إلى جانب برامج ودورات تدريبية موجهة للأطفال لتعليمهم مبادئ القيادة، مع إنشاء مختبر يتعلم منه الطفل الزائر كيف يصبح قائداً، وفي الوقت ذاته تتدرب الأم على التنشئة القيادية له.
وقالت اللجنة التنظيمية: "المعرض والفعاليات أخذا بعين الاعتبار الطفل السعودي ليكون محوراً مهماً، وذلك عبر برامج التعليم بواسطة الترفيه الذي استفاد منه سابقاً ثلاثة آلاف طفل في معرض الرياض، وسيستمر في تحقيق ذلك في المحطة الثانية بمنطقة مكةالمكرمة".
وأشارت اللجنة التنظيمية إلى أن المعرض يستفيد في محطته الثانية بمنطقة مكةالمكرمة من تجربته الناجحة في محطته الأولى في الرياض، حيث التحق بالدورات التدريبية نحو سبعة آلاف متدرب في ورش عمل عن مهارات القيادة، مؤكدة أن الشبان والشابات، وخصوصاً الطلاب والطالبات كان لهم الدور البارز في تنظيم المعرض.
واستشرفت القيادات الشابة ممن عاشوا طفولتهم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تجربة معرض "الفهد .. روح القيادة" الذي تحتضنه منطقة مكةالمكرمة عبر محطته الثانية بمدينة جدة خلال الفترة من 4-16 صفر 1437ه كتظاهرة ترسخ ثقافة العمل التطوعي والجماعي.
وقالت تلك القيادات: "جوانب حياة الملك فهد حافلة بالعطاء وتصريف المور بالحكمة والدراية وأكبر دليل على ذلك الحفاظ على مكانة هذه البلاد رغم ما يحيط بها من أحداث وظروف صعبة شهدتها المنطقة في عهده".
وقال الشاب ناصر بن قاسم الدريبي المبتعث إلى كوريا الجنوبية لدراسة الهندسة إن اطلاعه ومتابعته للمعرض عبر نسخه المختلفة ولد لديه حب شخصية الملك فهد كقائد أجاد فنون القيادة فأوصلته إلى مراكز متقدمة ليس فقط على مستوى إدارته لأحوال البلاد بل على مستوى العالم الذي يجله ويقدره ويأخذ برأيه في مختلف النواحي لتميزه بالرأي السديد والحكمة المطلقة والنظرة التي تعايش قضايا الإسلام والمسلمين.
وأبرز دور القدوة في صناعة الذات والمتمثلة في "محاكاة الملك فهد" عبر تطبيق جوانب حياته في التكاتف والترابط والألفة ووحدة الصف حيث كان يحرص على أن يكون المجتمع السعودي في مقدمة المجتمعات بأخلاقياته وحبه للخير وبذل المعروف.
وأضاف "الدريبي": "هذا التوجه سيتحقق من خلال تكثيف هذا المعرض للمحاضرات واللقاءات وورش العمل التي تستهدف الشباب وتحافظ على قدراتهم وتنمي شخصياتهم لما يفيد المجتمع وإشراك المنزل والأسرة في بناء شخصيات الشباب وتنشئتهم على حب الوطن والحفاظ على مكتسباته".
وامتدح الشاب محمد بن عبدالكريم الساعاتي المضيف بالخطوط الجوية العربية السعودية النهج التطوعي الذي يسير عليه معرض الفهد وخاصة في تجسيد معنى القدوة الحسنة لما لهذا المفهوم من تأثير إيجابي على حياة الفرد حيث يتحقق معه استلهام سير القادة من واقع الثقافة والأصالة والتاريخ وفي مقدمتهم .. الملك فهد وفن قيادته التي شهد بها العالم بأسره.
وقال: "تاريخ الملك فهد خير ما يقدم للشباب وخاصة في هذا العصر المليء بالفتن والصراعات والتيارات الهدامة، وقال : يعرف معرض "الفهد .. روح القيادة" بتجربة فنون ومحاكاة القدوة القيادية المتمثلة في الفهد .. وذلك عبر فعالياته وبرامجه المبنية على خلفية علمية قوية تعمق مفاهيم التنشئة القيادية والتعريف بمنجزات الملك فهد بطرق مبسطة وسلسة وممتعة".
وأضاف: "يركز المعرض على أن هذه الشريحة يتحقق معهم المستقبل والمساهمة في منظومة التنمية والتطوير وذلك بتطبيق جوانب وشخصية "أبا فيصل" المتعددة الجوانب القيادية".
وأشاد بمنظومة المحاضرات وورش العمل التي تستكشف الروح القيادية وصناعة الذات كأجندة يتطرق لها المعرض عبر نخبة من المفكرين والأدباء والشخصيات السياسية والاقتصادية التي عايشت عن كثب حياة الملك فهد وعملت بعضاً منها تحت توجيهاته منفذة ومطبقة لأوامره.
أما الشاب محمد الغامدي الموظف في أحد مصانع الأغذية بجدة فقد دعا لزيارة معرض "الفهد .. روح القيادة"، معتبراً ذلك من دلائل الوفاء لهذه الشخصية التي بذلت الكثير من أجل نهضة وطنها وإسعاد أبنائه بالعيش في نهضة وتنمية مستدامة.
وأضاف: "المعرض وقفة تاريخية غالية أمام منجزات تخلد بمداد من ذهب في العمل الوطني المخلص الذي سطره "الفهد" بحنكته وزعامته التي تدرس جوانبها القيادية لجيل الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من سكان المملكة العربية السعودية خاصة".
وأوصى "الغامدي" بالنهل من مدرسة الملك فهد الفكرية والسياسية والتنموية والتمعن في هذه الانجازات العظيمة لهذه البلاد.