تسببت خطة نقل وتوأمة مدارس محافظات الحدود الجنوبية بجازان إلى مدارس أقل خطورة، واستقبال طلاب وطالبات الشريط الحدودي في الفترة الصباحية أو المسائية، في تشكّي ولياء الأمور من صعوبات في النقل. وطالب أولياء الأمور بتوفير نقل مدرسي ملتزم للطلاب والطالبات، وحلّ مشكلة الشركات التي لا تعطي متعهدي النقل حقوقهم، والتي خالفت الاتفاق واساءت للوزارة بمخالفتها، في ظل عزوف بعض طلاب المدارس عن الذهاب للتعليم؛ بسبب مشقة الذهاب إلى المدارس، إما بأسباب البعد وخصوصاً للطالبات أو بأسباب تكاليف النقل.
وقال المواطن محمد مجرشي: "أبنائي وبناتي يدرسون في ثلاث مدارس، ويصعّب عليّ نقلهم للمدرسة ذهاباً وإياباً تسع مرات يومياً لمسافة 30 كيلومتراً، في ظل غياب للنقل المدرسي ومتعهدي النقل وعدم إمكانية لاختيار البدائل التعليمية الأخرى؛ بسبب ضعف خدمة الإنترنت في بعض القرى في جازان، فضلاً عن مشكلة انقطاع الكهرباء بشكل مستمر في محافظات المنطقة".
وحصلت "سبق" على عريضة موقعة في محافظة فيفاء من قِبَل أكثر من 16 متعهداً توعدوا بعدم الاستمرار في النقل المدرسي قبل تسليمهم مستحقاتهم من الشركات التي تدخّلت بين وزارة التعليم والطالب، وتسببت في تشويه صورة وخدمات الوزارة.
وكانت "سبق" قد نشرت قبل أكثر من عام معضلة النقل المدرسي في محافظة فيفاء وعدم تسليم المتعهدين مستحقاتهم، وكيف أن الوزارة لم تتخذ إجراء حاسماً لحل المشكلة؛ علماً بأن محافظات أخرى بالمنطقة تعاني الأزمة ذاتها.
ورغم عزوف بعض الطلاب والطالبات عن الذهاب إلى المدارس بسبب هذه الأوضاع؛ فإن طلاب قبائل آل يحيى في محافظة الداير يضطرون إلى الذهاب إلى المدارس بدون نقل، وذلك تحت ضغط تمارسه أسرهم.
وقام بعض الشباب صغار السنّ بنقل الطلاب على متن المركبات بصورة خطيرة تتسبب في وقوع حوادث خطيرة، وذلك وفق ما أفاد به أحد المعلمين.
ورصدت "سبق" فيديو يوضح نقطة التقاء الطلاب في جبال آل يحيى وركوب المركبات المكشوفة والصعود إلى مدارس الجبل بشكل خطير.
وناشد الأهالي، عبر "سبق"، الوزارة بسرعة التعامل مع هذا الوضع الصعب، من خلال إجراء استبانة ورقية أو إلكترونية؛ لمعرفة آراء أولياء الأمور قبل اتخاذ مثل تلك القرارات التي لا تراعي الأوضاع الاجتماعية والمادية.
وقالوا: "يجب الاستماع إلى أولياء الأمور؛ لمعرفة ما يناسب أبناءهم وبناتهم، وعدم الاكتفاء بما يقوله منسوبو التعليم في المنطقة الذين يتقاضون رواتب مجزية تجعلهم لا يعرفون معاناة بعض الأسر".