لا يزال طلاب المناطق الجبلية في منطقة جازان، يعتمدون على السير على الأقدام حتى يصلوا إلى مدارسهم، أو استخدام سيارات الدفع الرباعي (الشاحنات الصغيرة)، التي تشكل خطورة لعدم توفر وسائل الأمان. ومع بدء الأسبوع الثالث للعام الدراسي، توقف النقل المدرسي في فيفاء وبني مالك، بعد أن تقطعت بأصحاب المركبات الخاصة المتعاقدة مع متعهد النقل المدرسي كافة السُبل، من أجل حصولهم على مستحقاتهم السابقة خلال العام الماضي والحالي. وتقدم أكثر من 50 من أصحاب هذه المركبات بشكوى لمكتبي التعليم بفيفاء والداير، يتظلمون فيها من عدم استلام مستحقاتهم المتأخرة، مشيرين إلى تضرُّرهم من التأخير غير المبرر من الشركة المتعهدة التي تعاقدوا معها منذ عام كامل، ولم تصرف لهم أي شيء من مستحقاتهم، على الرغم من أن العقد ينص على صرف مستحقاتهم شهريا، اعتبارا من تاريخ توقيع العقد. وأسفر تجاهل الشكاوى عن توقف السائقين عن العمل؛ ما جعل الطلاب والطالبات في محافظتي بني مالك وفيفاء شرق منطقة جازان، يضطرون إلى المشي على الأقدام إلى مدارسهم، أو الاضطرار لركوب شاحنات صغيرة مكشوفة، في وضع لا يليق بطلاب العلم، بلا وسائل أمان حتما على متن طرق جبلية في غاية الوعورة. كما أن السائقين لم يطالبوا سوى بمستحقاتهم، مطالبين فقط بأن يصل صوتهم للمسؤولين في منطقة جازان، من أجل إنصافهم من مرواغة متعهد النقل المدرسي، حيث أكدوا أن الديون تراكمت عليهم؛ لأن الكثير منهم ليس له أي مصدر رزق آخر غير النقل المدرسي، الذي تفرغوا له بعد ان تعاقدوا مع ذلك المتعهد. مستحقات معلقة وقال الناقل متعب سليمان العزي المالكي، الذي يمثل شريحة السائقين، خلال حديثه إلى «عكاظ»، إن شركة النقل المدرسي لم تعطهم أي مستحقات من العام الميلادي الماضي (2014)، مشيرا إلى أنه وزملاءه حين يراجعون تلك الشركة يجدون المبالغ معلقة بالجهاز. وأضاف: «في العام الميلادي الحالي (2015)، لم يتم إعطاؤنا إلا مستحقات 3 أشهر في أول العام، ومن شهر 4، لم نتسلم شيئا»، وتساءل بقوله: «كيف يمكننا مواصلة عمليات النقل، ونحن لم نحصل على مخصصاتنا السابقة، خاصة أن الكثير منا يعول أسرا كبيرة وليس لديهم أي مصدر دخل آخر». انقطاع المتعهدين وتواصلت «عكاظ» مع مدير مكتب التعليم في فيفاء، يحيى بن حسن الفيفي، الذي أكد أنه من خلال متابعة واقع النقل مع بداية العام، أن هناك انقطاعا من عدد من المتعهدين عن النقل بسبب عدم دفع الشركة المتعهدة لمستحقاتهم المالية للفصل الدراسي الأول، وتسبب ذلك في توقف النقل المدرسي في حوالي 15 مدرسة، وتضرر من ذلك التوقف ما يزيد على 800 طالب وطالبة. شركة جديدة وبيّن مدير مكتب التعليم بالداير محمد بن جابر المالكي، أن المكتب بصدد حل مشكلة النقل المدرسي، من خلال التعاقد مع شركة جديدة، كاشفا أن بعض متعهدي النقل في القطاع الجبلي، تقدموا بشكاوى عدة بسبب عدم صرف مستحقاتهم. كما أكد المالكي أن مكتب الداير قام بإبلاغ إدارة التعليم بصبيا بما سببه انقطاع المتعهدين عن النقل من غياب للطلاب والطالبات من أثر سلبي على انتظام الدراسة، وضرورة قيام الشركة بوضع حل عاجل لعودة النقل المدرسي لوضعه الطبيعي بصرف مستحقات المتعهدين المتأخرة.