أكد مدير مركز الدعوة والإرشاد بدبي في دولة الإمارات "الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي"؛ أن كل مواطن مسؤول عن أمن وطنه والعمل على خدمته من أي موقع كان، وأن محبة الوطن أمر فطري جُبلت عليه النفوس، مطالباً بالوقوف والاصطفاف في مواجهة أعداء الوطن، وضرورة زيادة التماسك المجتمعي، وتقوية أواصره، مشيراً إلى الارتباط الوثيق بين الدين والوطن ومشروعية الدفاع عنه، ومن يتتبع سيرة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، يجد أنه أحب وطنه وأَسِفَ على مفارقته القصرية، رافضاً الغلو ومظاهره؛ وذلك لكونه ديناً وسطياً وقويماً، ويعتمد في منهجه على الاعتدال، الذي هو من أهم ما كان يتعامل به النبي- صلى الله عليه وسلم- في جميع شؤونه الحياتية والعبادية. جاء ذلك من خلال ندوة توعوية استضافها الصالون الثقافي بجناح المملكة العربية السعودية في معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس، وأدارها "الدكتور محمد المسعودي" مدير الشؤون الثقافية ومشرف الصالون الثقافي.
وحملت الندوة التي ألقاها "العنزي" وسط حضور غفير من المتابعين والمهتمين والزوار للجناح السعودي؛ عنوان: "الأصالة والاعتدال". وأشار "العنزي" فيها إلى أن ديننا الإسلامي الحنيف دين عدلٍ وسلام قائم على الوسطية في العقائد والعبادات والأخلاق والتعاملات ليظل الإنسان دائم الصلة بالله على منهج قويم وصراط مستقيم، موضحاً أن الله تعالى خلق الطيبات ليتمتع بها البشر، وليعملوا في حدود استطاعتهم على توفيرها، يشكرون الله تعالى عليها، ويعملون على كسب الرزق من خلال الطريق الصحيح في عملية قائمة على الاعتدال، الذي يجمع بين متطلبات الروح والجسد.
وأكد على أن الوسطية في الإسلام تقتضي من الناس عبادة الله بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، على هدي السلف الصالح، بعيدين عن الإفراط والتفريط والغلو والجفاء.
وذكرَ "العنزي" أن أهلَ الإسلام وسطٌ في قضية الشعائر عموماً، فهي قائمة على اليسر والسماحة، مؤكداً أنه ما من عبادة إلا وتأتي باعتدال وتوسط؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ العمل إلى الله أدومه وإن قل".
وأضاف: "دين الإسلام دين الرحمة والرأفة، ولم يكلف الله هذه الأمة إلا بما تستطيع, وما عملت من خير فلها ثوابه، وما عملت من شر فعليها وزره، كما قال سبحانه: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}، كما رفع الله عن المسلمين المشقة والحرج في جميع التكاليف وكلفهم بما يحتملون؛ قال تعالى: {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج}؛ لذا من عدالة الله- عز وجل- أن من وقع في ذنب بسبب الخطأ, أو نسيان, أو إكراه؛ فإنه من جانب الله معفو عنه، كما قال سبحانه: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وفي آخر حديثه أوضح "العنزي" أن دين الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، وأنه لا ينبغي أن يفهم أن الحديث عن الوسطية هو ردة فعل، إنما هو حديث أصيل لم نكن بحاجة إلى طرحه لولا تشابك الأمور، واختطاف مصطلح الوسطية من جهات أبعد ما يكونون عن الوسطية من جماعات العنف والمفرطين.
وفي ختام الندوة قدم الملحق الثقافي السعودي في الإمارات "الدكتور صالح الدوسري" شكره وتقديره "للدكتور عزيز بن فرحان العنزي" على هذه الندوة التي جذبت الحضور، وأكدت الحاجة لمصادر العلم الشرعي والعمل على تحقيق الاعتدال والوسطية التي تميز ديننا الحنيف .