تختتم التصفيات النهائية، اليوم الاثنين، مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، بعد أن تكمل لجنة التحكيم استماعها -برئاسة الدكتور أحمد بن علي السديس عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية- إلى تلاوات المتنافسين الذي تأهلوا لتلك التصفيات، وأمضوا ثلاثة أيام من التنافس بين جلسات صباحية ومسائية اشتملت على المشاركة في أربعة أفرع للمسابقة، كما تختتم الدورة التدريبية على مهارات تحكيم المسابقات القرآنية المقامة ضمن فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتفسيره في دورتها 37 في مكةالمكرمة، وشارك فيها (21) متدرباً من (20) دولة. وأوضح المدرب الشيخ محمد مكي هداية الله من المملكة العربية السعودية، أن تنظيم دورة مهارات تحكيم المسابقات القرآنية بالتزامن مع مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره لها أهمية بالغة؛ الهدف منها زيادة الوعي التحكيمي لدى المشاركين وتهيئة الحكام بصفة تكون فيها الإنتاجية والعمل المؤسسي موحداً إلى درجة كبيرة بين المسابقات المختلفة؛ سواء في الداخل والخارج، أيضاً توضيح الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها في اللائحة المنظمة لقواعد التحكيم، وأما في هذه الدورة فقد تلقى المتدربون دروساً نظرية وتطبيقية عملية في تحكيم المسابقة.. ويمارسون هذا العمل ممارسة فعلية، وتتم مناقشتهم في هذا العمل الذي يقومون به على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تجريبية، ثم المرحلة الثانية تطبيقية، ثم المرحلة الثالثة تطبيقية نهائية ويكون بذلك تقييمهم عند المرحلة الثالثة.
وعن مستوى المتدربين، أشار الشيخ "مكي" إلى أن المتدربين منهم من تولى التحكيم على مستوى مدرسته أو معهده أو جامعته أو مسجده، وقد يكون على مستوى مدينته، وقد يكون قد شارك في التحكيم على المستوى المحلي؛ ومنهم مَن شارك أيضاً على المستوى الدولي؛ ولكن تختلف اللوائح التنظيمية بين مسابقة وأخرى وفقاً لأهداف المسابقة؛ فالمسابقات ذات أنواع؛ منها ما يكون للمبتدئين، ومنها ما يكون للمتوسطين، ومنها ما يكون لذوي الكفاءة العالية، ومنها ما يكون للمتميزين، ولكل مسابقة خطوط عريضة يتم من خلالها تقييم ذلك العمل.
وفيما يختص بتوظيف ما تَعَلّمه المتدربون؛ فإن الحصيلة تضاف إلى مهاراتهم ومعارفهم، وإلى المخزون العلمي لديهم؛ فلا شك كلما زادت الخبرة كانت المهارة إدراكاً وايصالاً للمتلقي أسهل، وهو ما نعمل من أجله، ونستفيد مما يطرح في الدورة من مناقشات.
بدوره بيّن المدرب الشيخ عبدالرافع الشرقاوي أن المتدرب يجب أن يكون ملماً بشروط التحكيم نحو المتسابقين والقرآن الكريم؛ مراعياً المهارة العلمية والحياد، ومهتماً بالمتسابقين وإبراز الشخصية القرآنية التي تخدم كتاب الله سبحانه وتعالى في أي موقع من المواقع.
وفي شأن حِرص المتدربين وإقبالهم على تعلم مهارة التحكيم، أكد الشيخ "رافع" أن الجميع تَوّاقون إلى هذا العلم ذي الصلة بكتاب الله والعمل بما جاء في معارف التحكيم؛ لتطبيقها في مجالات المسابقات في شتى المنافسات، مع حرص المتدربين كذلك على الاستفادة من وجودهم في مكةالمكرمة وفي بيت الله الحرام؛ للاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح.
وأفاد أن المتدربين يعطون لمحة موجزة عن أحكام التلاوة وكيفية الوقف والابتداء، بالإضافة إلى التلاوة وجوْدتها ورونقها وحُسن أدائها، ومن ناحية التطبيق العملي على القراءات السبع؛ فيفرد لهم أيضاً -كما نصت لائحة الدورة- جزءاً من القرآن، ويبين لهم ما في من قراءات؛ سواء كانت هذه القراءات سبعية أم عشرية، ويوضح لهم أيضاً قول الفصل في هذا الجانب.
ويحظى المشاركون في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره بعناية خاصة، واهتمام كبير، ويلقون كل التكريم والاحتفاء من قيادة المملكة؛ وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله.
ومن مظاهر التكريم للفائزين في المسابقة، أن يُفتح لهم المجال، ويُعبّد لهم الطريق، وتُشرع الأبواب أمامهم للالتحاق بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية لمن تنطبق عليه الشروط؛ فالشافع لهم القرآن، والمؤهل لقبولهم كلام الرحمن؛ فهنيئاً لهم هذه المكانة في الدنيا، والآخرة خير لهم وأبقى.
وقد أصدرت الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم السجل الذهبي للمسابقة مطرّزاً بأسماء الفائزين من الدورة الأولى 1399ه وحتى الدورة السادسة والثلاثين 1436ه، ويأتي في مقدمة السجل أسماء أصحاب الفضيلة أعضاء لجنة التحكيم، وتلا ذلك ملاحق بأسماء المتدربين في مهارات التحكيم.
إلى جانب إصدارات أخرى تشتمل على لوائح المسابقة ونظامها، والتقرير الإعلامي الشامل، والكتب العلمية المحكمة في مجال الدراسات القرآنية، كما أصدرت الأمانة العامة للمسابقة مجلة خاصة بمناسبة الدورة السابعة والثلاثين (الدولية)، ويمكن تحميل جميع الإصدارات من موقع الأمانة على الشبكة العنكبوتية.
وتعمل وحدات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره بكامل طاقتها، على مدار الساعة؛ حيث تتولى وحدة الشؤون الإعلامية التواصل مع الجهات الإعلامية وتزويدها بالأخبار والتقارير اليومية مدعمة بالصور والحوارات، وبث الفعاليات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخراج التصاريح اللازمة للإعلاميين؛ في حين تتولى وحدة الاستقبال مهمة استقبال المشاركين، وتوفير وسائل النقل، وترتيب الحجوزات، وتنظيم رحلات المغادرة، أما وحدة الإسكان فهي المشرفة على خدمات السكن والوجبات، وتقديم كل ما يحتاجه المشاركون؛ فيما تقوم وحدة الدورة التدريبية بالإشراف على جدول الدورة، وتنظيم القاعة والاختبارات، وخدمة المدربين والمتدربين؛ أما وحدة شؤون التحكيم فهي المسؤولة عن توزيع المتسابقين في التصفيات الأولية والنهائية، وفرز الفروع والقراءات، وإشعار المتسابقين بمواعيد جلسات الاستماع، وإعداد الأسئلة، ورصد الدرجات وتدقيقها.
وأكد عدد من المسؤولين: أن المسابقة أسهمت في حث الشباب والناشئة على حفظ كتاب الله، وتعلمه ومدارسته وفهم معانيه، واستثمرت أوقات الناشئة والشباب في الخير، ووجهت اهتمامهم إلى التنافس فيه، وربطتهم بكتاب الله.
وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي مدير جامعة الملك عبدالعزيز المكلف، أن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، هي من الجهود التي تبذلها المملكة في مجال خدمة كتاب الله الكريم والعناية بحَفَظَته، وتحفيزهم وتشجيعهم من خلال تنافس شريف بين أبناء الأمة الإسلامية؛ للوصول إلى غايات المسابقة وأهدافها النبيلة وعلى رأسها تحقيق التوجيه النبوي، ليس بعدم هجر كلام الله فحسب؛ بل بالعضّ بالنواجذ على أحكام القرآن والعمل بما جاء فيه من أوامر ونواهٍ.
من جهته قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الهند الدكتور سعود بن محمد الساطي: إن من فضل الله تعالى على بلاد الحرمين الشريفين أن شرّف ولاة الأمر فيها بالاهتمام بكتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم منذ عهد المؤسس وفي عهود مَن خلَفه من أبنائه الملوك، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين؛ حيث بُذلت جهود مباركة لإنشاء وتشجيع جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ودعم المسابقات المحلية والدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة.
ونوّه مدير مكتب الوزير المساعد للبرامج والمناسبات المشرف على الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عبدالله بن مدلج المدلج بالثمار المباركة، والنتائج الإيجابية والمتواصلة لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم على ناشئة وشباب الأمة، وتزايد التنافس بين أبناء الأمة الإسلامية في مشهد يتكرر كل عام من التنافس الكبير على تلاوة كتاب الله وحفظه، وتجويده، وتفسيره.