افتتح رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وأمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، اليوم الأحد المنتدى السعودي الثالث للمؤتمرات والمعارض في فندق الشيراتون بالدمام، الذي ترعاه "سبق" إلكترونياً، وقاما بافتتاح المعرض المصاحب للمنتدى الذي يضم أجنحة مجالس التنمية السياحية في المناطق، وعدداً من الشركات العاملة في تنظيم المعارض والمؤتمرات. وقال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في كلمة إن السعودية تمثل موقعاً رائداً للمعارض والمؤتمرات، بما تتمتع به من موقع جغرافي، وثقل حضاري، وسوق اقتصادية قوية ومستقرة. وأكد أن الهيئة أتمت كل متطلبات تأسيس وتنظيم القطاع، وأنشأت مؤسسة حديثة، تُعد نقلة في العمل الإداري المتطور، ونموذجاً في أسلوب إدارة المؤسسات الحكومية، وانطلقت لتنظيم القطاع ودعمه بالأنظمة والقرارات والبرامج التأهيلية. وأشار إلى أن الهيئة عملت على إحداث قبول لدى المواطنين بالسياحة، ورفع الوعي والتوافق على قضايا التراث الوطني بأسلوب إقناع وتلمس احتياجاتهم وتطلعاتهم، والعمل بشكل مباشر مع جميع المؤسسات الحكومية لتحقيق تطلعات المواطنين، وجعل ذلك منطلقاً رئيساً لجميع أعمالها؛ ما أثمر تحولات إيجابية تجاه السياحة والتراث، وضَغْط المواطنين لتمكينها من أداء مهامها التي أصبحت حاجة أساسيةً لديهم، إلى جانب كونها قطاعاً اقتصادياً مهماً في التنمية الاقتصادية للمناطق، وتوفير فرص العمل.
وأكد أن المنطقة الشرقية تعتبر مكاناً مناسباً جداً لأعمال المنتدى المهم لهذا القطاع الاقتصادي الكبير، سواء من حيث أميرها الإداري المحنك المنظِّم المتابع، الذي يشرف الآن على نقلة تنظيمية واقتصادية في المنطقة، أو من ناحية أهالي المنطقة الشرقية وقطاع الأعمال فيها وإمكاناتها الهائلة التي بدأت الآن تتطور؛ لتحول المنطقة إلى منطقة قوية اقتصادياً خارج نطاق الصناعة.
وأشار إلى أن الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية المقرة من الدولة بتاريخ 24/ 1/ 1425ه، وكذلك الاستراتيجية العامة المحدثة عام 1432ه، أكدت أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، والأثر الاقتصادي الإيجابي والكبير لهذا القطاع الاقتصادي الذي تتزايد أهميته في السعودية. وبناء عليه قامت الهيئة بإعداد دراسة شاملة لتنمية سوق سياحة الأعمال، وأعدت خطة تنفيذية بهدف تطوير هذا القطاع الاقتصادي الواعد، وجذب الاستثمارات إليه، والرفع من قدرة السعودية التنافسية، وتحقيق عائدات للاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل للمواطنين، وتنمية الموارد البشرية الوطنية المتخصصة.
وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة عملت خلال السنوات القليلة الماضية، بالتعاون المباشر مع وزارة التجارة والصناعة والغرف التجارية الصناعية ومؤسسات القطاع الخاص، على تنمية وتطوير المنتجات والخدمات السياحية الموجهة لسوق سياحة الأعمال، وأقر مجلس الوزراء الموقر قبل عامين ونصف العام تأسيس "البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات"، وتشكيل لجنة إشرافية له برئاسة رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تضم في عضويتها شركاء فاعلين من وزارات (الداخلية، المالية، التجارة والصناعة والشؤون البلدية والقروية)، وممثلين من الشركات العاملة بقطاع المعارض والمؤتمرات؛ بهدف إعادة تنظيم قطاع المعارض والمؤتمرات في السعودية، وتطوير وتهيئة الظروف النظامية القائمة لتشجيع الاستثمارات في القطاع. وأضاف: شرع البرنامج خلال العامين الأولين من تأسيسه، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، وبقية الشركاء في القطاعين العام والخاص، في إحداث نقلات نوعية ومنهجية في تنظيم هذا القطاع الاقتصادي المهم؛ ليكون رافداً تنموياً رئيساً للاقتصاد الوطني، يعزز الاستثمار، ويوفر فرص عمل للمواطنين، ويبرز صورة إيجابية عن السعودية، تنسجم مع توجهات الدولة وخططها التنموية.
وأشار إلى أن برنامج تمويل المشاريع السياحية والفندقية، الذي عملت عليه الهيئة بالتعاون مع وزارة المالية، سيسهم في تمويل مشاريع المعارض والمؤتمرات. كما أعلن تأسيس جمعية للمستثمرين في هذا القطاع على غرار الجمعيات التي تم تأسيسها مؤخراً لقطاعات الإيواء والسفر والإرشاد السياحي. ولفت إلى أن المنطقة الشرقية مقبلة على نهضة تنموية شاملة بقيادة سمو أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية فيها؛ إذ تعد وجهة سياحية مهمة ومتميزة في السعودية، تجذب ملايين الزائرين سنوياً إليها من خلال مقومات وإمكانات كبيرة متوافرة، منها تنوع موارد التراث الوطني، وكثرة المواقع الأثرية، وفي مقدمتها السياحة البحرية في شواطئ المنطقة ومنتجعاتها، وخصوصاً وجهة العقير السياحية التي تعد نافذة جديدة للسياحة العائلية في مدينة الرياض؛ كونها الأقرب لها.
وقد حرصت الهيئة على أن يكون مشروع تطوير العقير نموذجاً للوجهات السياحية المتكاملة والجاذبة، وباكورة المشاريع السياحية في السعودية، وسيسهم المشروع – بإذن الله – بعد الترخيص لشركة تطوير العقير، ومباشرة أعمالها، في توفير فرص العمل للمواطنين، وتوطين السياحة الداخلية، وتمكينها من المنافسة لاستقطاب المواطنين وإبقائهم في بلدهم.
ومن جانبه، أكد أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أن المنتدى السعودي للمؤتمرات والمعارض في نسخته الثالثة يكتسب أهميته؛ لكونه ينطلق من المنطقة الشرقية التي تعد من أهم مناطق الطاقة في العالم، إلى جانب كونها منطقة صناعية وتجارية من الطراز الأول، ومن أحد المراكز الرئيسة للقطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أن كل هذه المزايا تؤهل منطقتنا الغالية لاستضافة عدد وافر من المعارض والمؤتمرات؛ وذلك لاحتضان المنطقة لشركات عالمية وجامعات مميزة وبيئة صناعية جاذبة، وتوافر المقومات السياحة والترفيهية والبنية التحتية المساندة. وقال: "والأهم من ذلك الكوادر البشرية من أصحاب الخبرة والممارسة المتميزة، التي نعول عليها كثيراً في ريادة هذا القطاع". وأشار الأمير سعود بن نايف إلى أن الدولة حرصت بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله – على الاهتمام بهذا القطاع الحيوي؛ ليأتي قرار مجلس الوزراء بتحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات إلى برنامج وطني تحت اسم "البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات"، وهو ما له أثر بالغ في إحداث نقلة نوعية في هذا المجال. وأضاف: كما أن تحديد قرار مجلس الوزراء لفترة خمس سنوات لإكمال علميات تطوير وإعادة تنظيم هذه القطاع، وتضمين القرار تشكيل لجنة إشرافية على البرنامج برئاسة أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وعضوية عدد من الجهات الحكومية والخاصة، سيكون له الأثر الكبير والإيجابي في إثراء نتائج تطبيق البرنامج.
ويناقش المنتدى خلال الجلسات وورش العمل خلال أيام الأحد والاثنين والثلاثاء موضوعات: مقومات تطوير قطاع المعارض والمؤتمرات في السعودية، التطوير المهني في قطاع المعارض والمؤتمرات وفرص التوطين، مشاريع المدن ومراكز المؤتمرات والمعارض في السعودية، مقومات قطاع المعارض والمؤتمرات في مكةالمكرمة ونجران والقصيم، تطوير الأنظمة والتنظيمات في قطاع المؤتمرات والمعارض وآخر التطورات الدولية في خدمات التوريد للمعارض والمؤتمرات.