يرى عدد من أهالي العلا أن الخدمات الصحية في المحافظة ترقد في غرفة الإنعاش وبحاجة إلى وصفة طبية سريعة تخرجها من الدهليز الذي تعيش فيه منذ عدة سنوات، مؤكدين أن التجهيزات الطبية في المستشفى الوحيد في المحافظة غير متوفرة ما يضطر المرضى إلى مراجعة المستشفيات في المدينةالمنورة والمدن الأخرى في المنطقة. ودعا أهالي المحافظة التابعة لمنطقة المدينةالمنورة المسؤولين في وزارة الصحة النظر في تدني الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، موضحين أن الكوادر الطبية والتمريضية والفنية في المستشفى الوحيد قليلة ولا تتناسب مع الكثافة السكانية في قرى ومدن العلا. وتابع الأهالي أن مستشفى الأمير عبدالمحسن العام في المحافظة تنقصه الكثير من التجهيزات الطبية اللازمة لتشخيص وعلاج الحالات المرضية وخاصة الحالات الطارئة، فضلا عن اكتظاظ قسم الطوارئ بالمراجعين الذين لا يجدون أسرة إضافة إلى تواضع الفريق الطبي بقسم العناية المركزة مؤكدين أن انعكاسات الوضع الصحي المتردي ضاعفت معاناة المواطنين والمرضى والمراجعين على حد سواء. وفي هذا السياق يقول المواطن سعود البلوي إن المستشفى الوحيد يحتاج لتدخل سريع وعاجل لمعالجة مكامن الخلل والقصور الناجم عن تدني مستوى العلاج فيه، وانعدام الكوادر المؤهلة لا سيما في قسم العناية المركزة والذي هو من الأقسام الحساسة، ولا سيما من حيث نوعية الأطباء العاملين فيه ومستوى تأهيلهم. وأضاف، المستشفى يخلو من الكوادر الطبية المؤهلة للتعامل مع الحالات الحرجة كمرضى الجلطات، وعدم وجود قسم للقسطرة القلبية، الأمر الذي أدى لوفاة بعض المرضى أثناء نقلهم بسيارات الإسعاف، خاصة مع بعد المسافة بين المحافظة والمدن الأخرى. فيما يشير المواطن محمد خلف إلى أن المحافظة بحاجة إلى مستشفى آخر يكون مساندا ورديفا لهذا المستشفى اليتيم، والذي أصبح يعاني عاما تلو الآخر من الازدحام نتيجة للزيادة السكانية، إضافة لتهالكه وتقادمه، وانعدام الكوادر الطبية المؤهلة، وعدم قدرة الكادر الإداري على التطوير فيه ودعمه بأقسام وتخصصات حيوية كالقسطرة، إلى جانب غياب الاستشاريين المتميزين، لذلك كثرت التشخيصات الخاطئة، وانعدمت الثقة فيه. وعلى ذات المنوال، قالت المواطنة حنان البلوي إنه إلى جانب انخفاض كفاءة الكادر الطبي، أصبحنا نعاني بشدة من معاملة بعض أطباء هذا المستشفى، وتضيف بالقول سبق أن راجعت عيادة العيون الخارجية بالمستشفى لإجراء فحص للنظر من أجل ارتداء نظارة طبية، فوجدت طبيبا مقيما ينهرني بدون سبب، ويتكلم بنظرة متعالية، وبأسلوب لا يتفق مع أخلاقيات الطب، ليس معي فحسب بل إن هذا الطبيب مشهود له بسوء التعامل مع كثير من المراجعين، وزادت بقولها إنه لن يحدث مثل هذا الأمر لو وجدت إدارة جيدة، تراقب تصرفات أمثال هذا الطبيب. من جهته تحدث محمد سالم عبدالكريم عن تواضع الصيانة والنظافة في المستشفى بقوله «نسمع عند اعتمادات لتسريع العمل بمبنى الطوارئ وتحسين البنية التحتية ودعم المستشفى بكوادر وفتح أقسام جديدة، إلا أننا لا نزال نرى الأوضاع ذاتها، والمستوى نفسه، فالكادر الإداري للقطاع الطبي بالعلا يعمل تحت إدراة لا تجيد التعامل مع عمليات التطوير، مضيفا بقوله نحن نحمل إدارة الشؤون الصحية بالمنطقة مسؤولية هذا التراجع في الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، وعليهم الوفاء بمسؤولياتهم إزاء هذا الوضع المتردي -حسب قوله». وفي موازاة ذلك أوضح مصدر في صحة المدينةالمنورة أنه تم تشغيل المستشفى عام 1405ه ويتم صيانته بصفة دورية حسب عقود التشغيل وتم اعتماد مبلغ 84 مليون ريال لتحسين البنية التحتية للمستشفى والرفع لوزارة الصحة لإنشاء مستشفى في تخصص النساء والولادة وجار التنسيق لإنشاء مستشفى للصحة النفسية بسعة 100 سرير، ويجرى الانتهاء من التوسعة لمبنى الطوارئ 34 سريرا واعتماد مبلغ 30 مليون ريال بميزانية هذا العام للانتهاء من المبنى، كما يجري العمل على تحسين الخدمات في تطوير قسم الأشعة بإضافة جهاز تنظير رقمي أشعة للثدي، جهاز أشعة رقمي، جهاز تحميض.