نجحت مهمة ال 29 ساعة المتواصلة، التي أدارها ونفذها ستة أفراد ينتسبون لشعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة محافظة الطائف، في التوصل إلى نتيجة مميزة، تمثلت في القبض على عصابة إدارة وتصنيع وترويج العرق المُسكر في الطائف من المتسللين الإثيوبيين. وكانت التحريات والمعلومات المتوافرة بإشراف ومتابعة من قِبل مدير الشعبة قد ساهمت في الكشف عن تلك الخلية الخطرة، على الرغم من تسلُّح اثنَيْن منهم بالمسدسات؛ وكانا على استعداد لإطلاق النار على رجال الأمن، ولكن سرعة رجال فرقة البحث ساهمت في إسقاطهم تباعاً في أماكن متفرقة.
وقد بدأت المهمة الأمنية بتشكيل الفريق البحثي الجنائي، الذي تكون من ستة أفراد، بعد أن كانوا قد جمعوا كامل المعلومات عن زعماء تصنيع وترويج الخمور من الإثيوبيين، وتم تحديد مواقعهم؛ ليبدؤوا مهمتهم من بعد صلاة العشاء يوم الجمعة الماضية، واستهلوها بكبيرهم المدعو "عبد السلام"، الذي اعتاد إدارة مصانع العرق المُسكر، وإحضار العمالة من جنسيته نفسها، وتشغيلهم بها في وظائف يمنحهم إياها مقابل رواتب تُسلَّم لهم؛ إذ أُطيح به داخل شقة سكنية، تقع في شارع التلفزيون بالطائف.
ثم انتقلت الفرقة نحو أحد المراكز التموينية الواقعة أمام حديقة الملك عبد الله، حيث موعدهم مع السمسار الإثيوبي لتلك العصابة المدعو "كمال" المقيم نظاماً، الذي يستفيدون منه في تحويل أرباحهم المالية من بيعهم الخمور، والذي جرى ضبطه من قِبل الفِرقة الأمنية.
حنكة رجال البحث الجنائي ساهمت في ملاحظة حالة الارتباك التي كانت بادية على أحدهما؛ فتم الكشف عن مبلغ يزيد على 60000 ريال، كان قد أخفاها أسفل قدمه داخل "الجوارب" عندما كان مرتدياً الحذاء، كذلك ضُبط سلاحان من نوع مسدس، أحدهما ربع، والثاني نصف، فيما تم التوصل لخمسة آخرين من زعماء تصنيع الخمور، من بينهم "علم وسامي".
وانتقلت الفِرقة إثر ذلك إلى أحد المصانع المنتِجة للعرق المُسكر، الواقع خلف منتزه الجبل الأخضر بالهدا، وهناك تمت مداهمته، والعثور على 33 عبوة مياه معدنية من الحجم الكبير معبأة بمادة العرق المُسكر، مع جالون سعة 25 لتراً، كانت جاهزة للترويج، بخلاف الأدوات المستخدمة في التصنيع، وجاهزية المصنع لذلك.
وأشارت المصادر ل"سبق" إلى أن الزعيم بينهم المدعو "علم" كان قد ضُبط سابقاً أثناء ترويج الخمور، وتم سجنه 3 سنوات، ثم ترحيله لبلاده، لكنه عاد بعدها، وامتهن الترويج. والثاني المدعو "زنقا" سبق أن قُبض عليه، وعاد بعد ترحيله.
وبذلك نجحت الفِرقة الأمنية من البحث الجنائي في ضبط هذه العصابة، التي تضم زعماء لتصنيع وترويج الخمور، ومن بينهم اثنان مُسلحان؛ ويُشكلان خطورة بالغة في حال مقاومتهما لرجال الأمن.
وكان الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة، العقيد دكتور عاطي بن عطية القرشي، قد أكد أن شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة محافظة الطائف تمكنت من ضبط 7 أشخاص من جنسية إفريقية، يقومون بتصنيع العرق المسكر وترويجه، وقد اتخذوا من المناطق الجبلية مقراً لهم نظراً لصعوبة الوصول لتلك المنطقة لوعورتها. وبتفتيش الموقع وُجد بداخله عدد كبير من البراميل، جميعها مملوءة بمادة العرق المسكر، وعدد من القوارير مليئة وجاهزة للترويج، ومبالغ مالية.
وأكد القرشي أنه تم إيقافهم، وتحريز المضبوطات كافة، وإحالتهم وما ضُبط بحوزتهم للجهات المختصة.