اختتمت مساء أمس أعمال المؤتمر العالمي الثاني للهيئة العالمية لتدبُّر القرآن الكريم، بمدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية، الذي استمر لمدة يومين، بمشاركة 400 من العلماء والباحثين والأكاديميين المختصّين بالقرآن وعلومه. وثمّن المؤتمر في توصياته الختامية، الدور الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيّده الله - على عنايتها بكتاب الله تعالى، وتشجيعها الجهود المبذولة في خدمته، وما يتعلق بتدبُّر القرآن والعمل به.
وحذّر المشاركون في المؤتمر من الطُّرق المنحرفة في تدبر القرآن الكريم، التي لا تلتزم بشروطه وضوابطه، وطالبوا بأن يكون التركيز في المرحلة القادمة على حل الإشكالات وتصحيح المفاهيم الخاطئة للتدبر.
توصيات المؤتمر العالمي الثاني لتدبُّر القرآن. وفيما يلي نص البيان الختامي للمؤتمر:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
انطلاقاً من الأهداف الشريفة التي رسمتها الهيئةُ العالمية لتدبُّر القرآن الكريم، وعملاً بتوصيات المؤتمر العالمي الأول للهيئة، عَقَدتْ الهيئة العالمية لتدبًُّر القرآنالكريم المؤتمرَ العالمي الثاني لتدبُّر القرآن الكريم، بعنوان: (تدبُّر القرآن الكريم: مناهج وأعلام) في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية، خلال الفترة 15 - 16 المحرم 1437 ه الموافق 28 – 29 أكتوبر 2015 م، وذلك بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية فيجامعة الحسن الثاني.
وقُدِّم في هذا المؤتمر المبارك واحدٌ وعشرون بحثاً، شارك فيه عددٌ من الباحثين المهتمين بتدبر القرآن، ووزعت هذه البحوث على خمس جلسات علمية، وعُقد عددٌ من حلقات النقاش، والدورات التدريبية ومحاضرات حول محاور المؤتمر وموضوعاته، إضافة إلى معرض مصاحب لعدد من المؤسسات القرآنية للجهات، في حضور كبير فاق 500 شخص من مختلف الجنسيات.
وفي ختام الملتقى، خلص المشاركون فيه إلى عدد من التوصيات يمكن إجمالها فيما يلي:
- شكر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيّده الله - على عنايتها بكتاب الله تعالى، وتشجيعها الجهود المبذولة في خدمته، وما يتعلّق بتدبر القرآن والعمل به. - شكر وتقدير لحكومة دولة قطر؛ لاحتضانها ودعمها الهيئة العالمية لتدبُّر القرآن الكريم. - شكر وتقدير للمملكة المغربية الشقيقة على استضافتها هذا المؤتمر وتسهيل إجراءات تنظيمه.
هذا ويوصي المشاركون بالتوصيات التالية: 1) أن تحدّد الهيئة العالمية لتدبُّر القرآن تعريفها لمصطلح التدبُّر، الذي تنطلق في مشاريعها ومناهجها من خلاله. 2) الإفادة من مناهج السلف وكبار المفسرين في تدبر القرآن الكريم، ونشرها بين الناس. 3) الحذر من الطُّرق المنحرفة في تدبُّر القرآن الكريم، التي لا تلتزم بشروطه وضوابطه. 4) أن يكون التركيز في المرحلة القادمة على حل الإشكالات وتصحيح المفاهيم الخاطئة للتدبر. 5) ابتكار أساليب عمليّة معاصرة لتربية المسلمين على تدبُّر القرآن الكريم. 6) دعم التجارب الناجحة في تدبُّر القرآن الكريم وإشاعتها بين الناس. 7) توظيف تدبُّر القرآن الكريم في حماية الشباب من الانحراف الفكري والسلوكي، وتقوية إيمانهم وتهذيب نفوسهم. 8) عقد المزيد من المؤتمرات والملتقيات العلمية لنشر تدبر القرآن بين المسلمين. 9) تفعيل الإعلام الجديد في نشر تدبر القرآن وإبلاغ رسالة القرآن بلغة تناسب عامة المسلمين الناطقين بالعربية وغير الناطقين بها. 10) ضرورة التنسيق بين المؤسسات والهيئات القرآنية في جميع البلاد الإسلامية، لتحقق الشمول والتكامل فيما بينها.
وفق الله الجميع لخدمة كتابه العظيم، والحمد لله رب العالمين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المملكة المغربية – الدار البيضاء الخميس 15 / 1 / 1437ه، الموافق 29 / 10 / 2015م