رغم أن الكتاب والمحللين السعوديين حملوا المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو واللاعبين المسؤولية الأولى والمباشرة عن الهزيمة من سوريا 1- 2 في كأس آسيا المقامة بالدوحة، لكنهم أصروا على أن الطاقم الإداري يتحمل المسؤولية، مطالبين بإقالته، ومؤكدين ضرورة إصلاح المنظومة الرياضية السعودية بالكامل. ويقول الكاتب الصحفي محمد الشيخ في صحيفة "الرياض" مؤكداً عمق الأزمة: "ما شاهدناه في مباراتنا مع سوريا لم يكن سوى رأس جبل الجليد، وإلا فإن أسفل هذا الجبل العديد من المشاكل، والكثير من الأخطاء، التي كشفنا عنها، وحذرنا منها منذ وقت مبكر وحتى (خليجي 20)، لكن المعنيين بالأمر صموا آذانهم، واختبؤوا خلف أصابعهم في وقت ظلت الأمور تتفاقم، مكتفين بالفرجة. وفي صحيفة "الوطن" يحمل الكاتب الصحفي محمد الدعفيس، بيسيرو النتيجة، لكنه لا يعفي الطاقم الإداري، حين يقول: "خلال عهد بيسيرو خسرنا لقبين خليجيين، وخسرنا فرصة التأهل للمونديال، وخسرنا جيلاً من اللاعبين أصابهم الإحباط، وخسرنا ثقة فقدها الجمهور بمنتخبه ونجومه، وخلال عهد بيسيرو منحت صفة اللاعب الدولي لنحو 100 لاعب ربما أكثر من نصفهم لا يستحق حملها، فلماذا جددت به الثقة؟ وما الذي قدمه من معطيات حتى نؤمن له الاستقرار"؟ فيما يرى الكاتب الصحفي جمال عارف أن اللاعبين يتحملون الجزء الأكبر من الخسارة، ويقول: "هل كان بيسيرو وحده هو مَن يتحمّل الخسارة الأولى في البطولة أمام سوريا؟ ولماذا لا نكون واضحين، ونحمّل اللاعبين الجزء الأكبر من هذه الخسارة، التي جاءت صادمة للشارع الرياضي السعودي؟! ويؤيده في هذا الرأي، الكاتب بصحيفة "الجزيرة" عبدالله العجلان، حين يقول: " شخصياً أرى أن المسؤولية سواء في إخفاقات ما مضى مع بيسيرو أو غيره، أو في آمال وتطلعات المستقبل مع الجوهر بدءاً من لقاء الأردن، هي في الغالب تقع على عاتق لاعبين محترفين لديهم من الخبرة والنجومية ما يجعلهم قادرين متى أرادوا ذلك على تحقيق الكثير من أحلامنا". أما الكاتب الصحفي بصحيفة "الوطن" علي الموسى فيذهب إلى أبعد من إقالة بيسيرو، أو مجرد إلقاء اللوم على اللاعبين، حين يطالب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بإقالة الطاقم الإداري، حيث يقول الموسى: "إن المسافة بين مهزلة ألمانيا بالثمانية حتى لكمة سوريا ما قبل البارحة ليست بأكثر من الخلل الإداري"، ويمضى الموسى متسائلاً: "لماذا لا نكسر هذا المربع؟ لماذا يا صاحب السمو لا نعترف بأن من حولك من الأسماء الإدارية لا تملك شيئاً جديداً لتعطيه؟ ولماذا ظلت نفس الأسماء ثابتة منذ أكثر من ثلث قرن؟ ماذا فعلت هذه الأسماء الثابتة وهي التي لم تبن ملعباً واحداً جديداً منذ عام 1407؟ لماذا يا صاحب السمو يتقاعد الموظف فيتحول إلى مستشار؟ لماذا يرأس شخص واحد لا يتغير منذ سنين كل أمانات اللجان الكروية والرياضية المختلفة وكأنه الولد الوحيد بهذا البلد؟ لماذا يبرهن المفلس على التفليسة ولكنه يظل كالإخطبوط في كل مكان؟ لماذا يخرج بنا ذات إداري المنتخب من مهزلة إلى ملطشة فنرمي بالقصور على من حوله ليبقى هو الثابت الذي لا يتغير"؟ ويؤيد الكاتب الصحفي تركي الدخيل في صحيفة "الوطن" ما ذهب إليه الموسى، حيث يطالب بإعادة النظر في المنظومة الرياضية كلها، حين يقول: "لا أدري لماذا لا تتغير مناصب أخرى، سواء كان مدير الكرة في المنتخب أو الاستشاريون أو أي طاقمٍ آخر، حيث أثبتت الأيام أن المنتخب لا تكمن مشكلته في التدريب، وإنما في منظومة رياضية كاملة تحتاج إلى تصحيح، أن تقوم لجنة عليا وتدرس كبوات الرياضة، وهذا ليس عيباً ولا حراماً، ولا يعيب المسؤول أن تدرس مؤسسته بما يساهم في تنمية الرياضة وتعديل سيرها". واتسعت دائرة المساءلة، حين طالب الكاتب الصحفي قينان الغامدي، في صحيفة "الوطن" بتطبيق مبدأ الطرد على كل مسؤول فاشل عن المشاريع المتعطلة بالسعودية، حين قال: "اتفقنا أن فوز المنتخب كان هو الهدف المحدد، وعندما لم يتحقق أُعتبر فشلاً فطردنا المدرب، الآن الفوز التنموي لم يتحقق من وراء هذه المشاريع المتعطلة أو المتوقفة أو التي لم تبدأ، فماذا لو طبقنا الفكرة وتمت إقالة المسؤولين التنفيذيين عنها تباعاً وعلناً بسبب فشلهم الواضح في تحقيق الفوز"؟ أما أطرف التعليقات فجاءت في صحيفة "المدينة" حين قال الكاتب الصحفي عبدالله الجميلي: "لقد جرّبت كرة القدم السعودية عدة وسائل لمحاولة تصحيح أوضاعها، ورسم مسارها؛ فغيّرت الكثير من المدربين، واللاعبين، وما زال الحال كما هو، فلماذا لا تُوَجّه مصاريف الكرة لمساعدة وتثبيت موظفي البنود، وفي توظيف العاطلين كما اقترحت سابقاً"؟! ورغم الصورة المتشائمة، فإنه البعض لا يزال يرى بصيص أمل في المدرب الوطني ناصر الجوهر، أو "مدرب برتبة مسعف" حسب تركي الدخيل.