"الثلاجة لا نفتحها معظم الوقت؛ لخلوّها من الأكل والشرب، وفي ليالٍ كثيرة نبيت دون عشاء".. هذه ليست حكمة أو قصة من الخيال، بل هي كلمات تزاحمها العبرات للشقيقة الكبرى ل 13 يتيماً ويتيمة، وتصوّر بها واقع أسرتها المرير، والتي زارتهم "سبق" في شقتهم المستأجرة بحي منفوحة. هي أسرة سعودية مكوّنة من 13 فرداً يطاردهم شبح الجوع والفقر وإيجار المنزل كل لحظة، وبينهم مريضات طريحات الفراش، ومكتوفات الأيدي من أثر المرض، وشابات صحيحات البدن، لكنهن عاجزات عن مواجهة ظروف الحياة، والمستلزمات اليومية. والشقة الصغيرة القابعة في "منفوحة الرياض" مستأجرة ب 14 ألف ريال، وتغصّ ب 13 يتيماً، بينهم فتاتان مصابتان بالشلل، لا تبرحان مكانهما فوق سريرهما الخشبي، وتحت رحمة الرحمن. وتروي بألم الشقيقة الكبرى ل "سبق" قائلة: "والديّ انتقلا إلى رحمة الله قبل سنوات، وبقيت أنا وشقيقاتي العشر وأشقائي الخمسة نصارع ظروف الحياة الصعبة، ونرضى بالقليل، وننتظر ما تجود به أيدي المحسنين، وليس لدينا دخل، خصوصاً أن شقيقي الأكبر مصاب بالتخلف، ولا يستطيع الالتحاق بالوظيفة". وأضافت بحرقة: "خلال الثلاثة أشهر الماضية تُوفّيت اثنتان من شقيقاتي؛ بسبب مرض وراثي، وإحداهما خلفت أولاداً توليت أنا مسؤوليتهم". وأشارت إلى أن إحدى البنات تعمل في صالة ألعاب براتب شهري ضعيف ينتظره أكثر من 13 يتيماً، كما أن أختيها المعاقتين ملازمتان للسرير وبحاجة لعناية طبية، وتجهيزات سريرية، وكرسي معاقين، لمساعدتهما على الحراك. "سبق" تنقل معاناتهم الإنسانية لوجوه الخير؛ لعلّ أيدي المعروف والمساعدة تمتد إليهم، وتنقذهم من الواقع المرير، والمستقبل المظلم، ونحتفظ بالوثائق الرسمية التي تخصّهم . للاستفسار والتواصل مع الحالة يرجى المراسلة عبر البريد الالكتروني: [email protected] تنويه: سيتم التواصل مع كل من استفسر أو عرض تقديم المساعدة من القراء الأعزاء في أقرب فرصة.