كيف لطالبة أن تستوعب الدرس الذي يكتب من قبل معلمتها على السبورة، والأصعب من ذلك كيف لمعلمة أن تشرح مادتها لتلك الطالبة التي أغلقت الطريق أمامها ووضعت طاولتها أسفل السبورة نظراً لازدحام الفصل بالطالبات. هذه معاناة طالبات إحدى مدارس تعليم البنات بمركز نخال بمنطقة الباحة، وبسببه لم يتوقف ركض أولياء أمور الطالبات بين أقسام إدارة التعليم بالمنطقة، على أمل أن يتم فصل المرحلة الابتدائية عن المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدرسة سودة القرشية، وتتوقف معها مشكلة تزاحم الطالبات بالفصول.
وقد ناشد أهالي مركز نخال والقرى التابعة له بمحافظة القرى بالباحة وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، إنهاء معاناتهم ومعاناة بناتهم مع مجمع سودة القرشية للبنات بنخال، وذلك "بفصل المرحلتين المتوسطة والثانوية عن المرحلة الابتدائية وإخراجها إلى مبنى آخر، حيث إن المبنى الحالي مصنف لدى إدارة المباني بإدارة تعليم منطقة الباحة بمبنى مرحلة ابتدائية فئة (ج) وعلى أرض الواقع يضم المبنى جميع المراحل، ويعمل بنظام المجمع التعليمي الذي تم إلغاؤه من قبل الوزارة بمعظم مدارس المملكة، نظراً للسلبيات الكثيرة والأسباب التربوية، وتعرض طالبات المرحلة الابتدائية للعنف والضرب وغيرها من طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية، حيث تم إلغاء جميع مقرات الوسائل التعليمية بالمبنى من مقر التربية الفنية ومقر الوسائل والمستودعات والمصلى والمعرض وتحويلها إلى فصول دراسية، نظراً للازدحام الشديد وضيق الفصول الدراسية، إذ إنَّ مساحة الفصل الدراسي لا تتجاوز 20 متراً مربعاً، مما أثر سلباً على تعليم بناتهم، ولما يسببه الازدحام الشديد من انتشار للأمراض الفيروسية والمعدية بين الطالبات".
وأضاف الأهالي عبر مناشدتهم لوزير التعليم: "طالبات المرحلة الابتدائية يعانين من انتظارهن لسيارات النقل، إذ إنهن مجبرات على انتظار باقي الطالبات من المتوسطة والثانوية حتى خروجهن، بمعنى أنه لو انتهى دوام طالبات المرحلة الابتدائية الساعة 11 أو 12 ظهراً، فسيبقين في المدرسة لانتظار باقي الطالبات حتى الساعة الثانية ظهراً، وهذا فيه ظلم وإجحاف بحقهن".
وأكد المواطن صالح بن سعيد بن ولمان الغامدي ل"سبق": "هذه المعاناة منذ فترة طويلة، وبدأت تتزايد، بعد اعتماد مقر قاعدة الملك سلمان بن عبدالعزيز العسكرية للحرب الجبلية بالمنطقة التي تضم أعداداً كبيرة من العسكريين الذين استقروا بعائلاتهم للسكن بنخال، حيث إنَّ هناك زيادة ملحوظة في عدد سكان مركز نخال، وتزايد عدد الطلاب والطالبات، وقد تقدم أهالي نخال والفيض بعدة طلبات لإدارة تعليم الباحة، كما تم رفع عدة خطابات من مديرة المدرسة لإدارة التعليم بالباحة من عام 1431 بهذا الشأن.
وأكد الغامدي، أنَّ المعرفين والأهالي اختاروا موقعاً مناسباً لبناء مدرسة للبنات، وتم عرضه على محافظ القرى عبدالله زايد الحربي، ورئيس بلدية القرى محمد بن خميس العوفي، وقد تم تسليمه رسمياً لإدارة التعليم بالباحة.
وأعرب الغامدي عن أمله في وزير التعليم بحل هذه القضية وإزاحة الظلم عن بنات نخال وبنات العسكريين من قاعدة الملك سلمان المشاركين بحماية وطنهم في الحد الجنوبي.