أنهى مركز الملك سلمان للشباب في محطته الثالثة، ملتقى "خطط 3" الذي تفاعل خلاله شباب وشابات المنطقة الشرقية؛ حرصاً منهم على معرفة ثقافة التخطيط. واحتضنت قاعة المؤتمرات بجامعة الدمام، أمس الأول، ملتقى "خطط" في دورته الثالثة، الذي استمر خمس ساعات، تناول خلالها المتحدثون أربع محطات رئيسة مهمة في حياة الشباب.
وبدأ الملتقى بمحاضرة "الحلم صناعة" للدكتور إبراهيم علوي خبير الموهبة والإبداع؛ حيث شرح قصة "أوساهيرا" الياباني الذي كان يحلم بصناعة المحركات في اليابان، وكيف تَحَوّل الحلم إلى واقع بعد إنشاء مصنع.
وقال: "هناك لعبة مميزة اسمها كرة الرأس ويُقصد بها التفكير، وتكمن أهمية الحلم من خلال تقسيم الأهداف إلى مراحل يمكن تحقيقها".
وأضاف أنه كتب ورقة ذات مرة تتضمن أحد أحلامه ووضعها في محفظته، وأصبح كلما فتح محفظته يرى حلمه، واستمر عشر سنوات حتى تحقق ما أراد.
وتحت عنوان "التخطيط مشروع حياة" تحدث الدكتور خالد السبر خبير التخطيط الشخصي عن كيفية التعرف على الذات وعلى الآخرين من خلال نظرية الأشكال الهندسية.
وقال: "أي مؤسسة توجد بها مربعات ناجحة بفضل التخطيط والتنظيم ومعرفة الشكل الهندسي الذي ينتمي إليه كل شخص؛ حيث يجب أن يصف الإنسان نفسه (طالب- موظف-.. إلخ) ثم يحدد حلمه (مهندس- طبيب.. إلخ)، ويقرر في أي اتجاه يسير (هل تسير على الطريق الصحيح؟)".
وأشار إلى أنواع التخطيط حيث يوجد التخطيط الاستراتيجي الذي يشمل "وضع الرؤية، وتحديد المدى الزمني وتحديد الطريق، إضافة إلى التخطيط قصير المدى ويسمى التخطيط "التكتيكي".
وتحدث الدكتور كمال شعبان عبدالعال خبير التطوير المالي تحت عنوان "المال ادخار واستثمار"، وقال: "تمتع الفرد بالكرامة المالية؛ يعني أنه يمتلك الموارد المالية الكافية التي تُمَكّنه من عيش حياة ذات جودة مرضية ويشعر فيها بأمان يساعده على تحقيق أحلامه".
وأضاف: "الإدارة المالية الشخصية تعمل على ضمان بقاء الفرد مستقلاً؛ وبالتالي حماية مبادئه الأخلاقية في السراء والضراء".
واستعرض "عبدالعال" أثر امتلاك الكرامة المالية على الأفراد والعائلات والمجتمعات.
وأضاف أن الأهداف الذكية للتخطيط المالي تتسم بأنها محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، حقيقة وواقعية، محددة بزمن".
وحذّر من الاقتراض إلا بعد دراسة عميقة لكيفية السداد والنتائج المترتبة على عدم السداد، وقال: "يجب ادخار ما بين 10%- 30% من الدخل الشهري".
وتحدث الدكتور فهد السنيدي خبير الاتصال في الملتقى تحت عنوان "الاتصال عين التواصل"؛ مؤكداً أهمية الاتصال في نقل المعلومات والمعاني والأفكار من شخص لآخر.
وقال: "هناك ستة أسئلة متعلقة بمراحل الاتصال يجب التعرف عليها وهي: ماذا؟ لماذا؟ من؟ كيف؟ أين؟ متى؟ كما أن هناك خمسة عناصر مؤثرة هي: (المرسل، الرسالة، القناة، المرسل إليه، النتيجة)".
وقال الدكتور "السنيدي": "العملية الاتصالية تتحقق من خلال وضوح الرسالة، وفهم الرسالة؛ لأن أكثر من 90% من الرسائل المفهومة خطأً يكون ذلك بسبب المرسل"، إضافة إلى "فك الشفرة".
وأضاف: "من أسباب فشل الاتصال؛ الأفكار والمعتقدات السابقة".. وقدم "السنيدي" نصائح لمواجهة أسئلة الطفل؛ أهمها: الاهتمام بها، وعدم قمعها؛ مبيناً أهمية الاتصال في أنها تصنع قائداً وتبني منشأة".
وكشف عن أبرز عشر خطوات لتحقيق التواصل الفعال وهي: (الاستماع، والتحدث، ولغة الجسد، وفهم الذات، والحوالا، وبنك المشاعر، والقراءة، والكتابة، والاتصال الكوني، والاتصال الرومي).
وقال "السنيدي": "الفرد العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال الوقت الذي يُمضيه في القراءة.. وكَشَف استطلاع أن الذين يتعلمون عن طريق القراءة نسبتهم 35%، وعن طريق الكلام 22%، والاستماع 25%، وعن طريق الكتابة 17%".
وأضاف: "المرأة تتحدث 13ألف كلمة في اليوم، والرجل يتحدث ثمانية آلاف كلمة في اليوم، 59% من الآباء يُنهون الحوار مع أبنائهم مبكراً، و30% ينسحبون بدون إكمال الحوار، و11% هم الذين يستمعون لأبنائهم".
هذا، وقد شكر المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان للشباب هاني المقبل، المتحدثين على إسهامهم في رفع نشر ثقافة التخطيط لدى الشباب والشابات من أبناء المنطقة الشرقية.