بعد خدمة شرف بلغت 14 عاماً خدمها الشهيد البطل الجندي أول تركي بن محمد بن ناجي الميخار البقمي في القطاع العسكري تنقل من خلالها بين عدد من المناطق داخل المملكة، منها جدة وتبوك وشرورة وخميس مشيط ومنطقة جازان، اختتم هذه الخدمة بوسام الشرف والاستشهاد دون الدين والوطن والملك؛ بعد مواجهات وتبادل لإطلاق النار مع الميليشيات الحوثية على الشريط الحدودي بمنطقة جازان. زارت "سبق"، مساء أمس الأربعاء، ذوي الشهيد بإذن الله، في منزلهم الواقع بمركز العلاوة بمحافظة تربة؛ لتقديم واجب العزاء والمواساة، والتقت بجده الشيخ ناجي بن مناحي الميخار البقمي، وبعض أبناء عمومته وزملائه بالعمل، وكشفت وصيته لأمه التي قال فيها: "لا تبكيني إذا استشهدت".
وقال جده الشيخ ناجي بن مناحي الميخار البقمي ل"سبق": "لقد تلقينا نبأ استشهاد حفيدي ببالغ الحزن والأسى وما صبرنا على فراقه إلا أن الله اختاره من بين زملائه، ليكون من الشهداء إن شاء الله؛ لكونه قُتل في ميدان العز والشرف، وعلى ثغر من ثغور الوطن، مدافعاً عن دينه ووطنه ومليكه".
وتابع الجد: "لقد كان تركي يتيم الأب، ووحيداً لأمه، تحمّل على عاتقه مسؤولية نفسه وزوجته، فكان يسكن في شقة مستأجرة، بالإضافة إلى أنه هو العائل الوحيد لوالدته وعمته زوجة أبيه وإخوته البالغ عددهم 11 شخصاً؛ ذلك بعد وفاة والده قبل 7 أشهر تقريباً".
وأضاف: "لقد كان تركي باراً بوالديه مهتماً بهما حريصاً على رضاهما، رحيماً بإخوته وأخواته، اجتماعياً ويحب التواصل مع أقربائه وواصلاً لرحمه"، وكشف الجد وصية تركي لأمه قبل استشهاده عبر اتصالاته المتكررة؛ حيث كان يقول لها في نهاية كل مكالمة: "لا تبكيني إذا استشهدت".
وعلمت "سبق" من بعض زملاء الشهيد تركي البقمي الذين كانوا معه في أرض القتال أنه كان مقبلاً بكل شجاعة أثناء التقائه مع العدو، وتمكّن من قتل ما يقارب 14 حوثياً قبل استشهاده، موضحين أن الشهيد استشهد وهو ممسك بسلاحه باتجاه العدو.
وكان البطل الجندي أول تركي بن محمد الميخار البقمي، قد استشهد، صباح يوم الثلاثاء 29 ذي الحجة الماضي على الحد الجنوبي بمنطقة جازان، بعد مواجهات وتبادل لإطلاق النار مع الميليشيات الحوثية.