قال وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل: نتوجه بإذن الله إلى إيجاد نظام لتفريغ المعلمين والمعلمات، من الذين أمضوا في الخدمة 10 سنوات لمدة فصل دراسي واحد؛ من أجل تطويرهم مهنياً وإثرائهم معرفياً. وأضاف في تصريح صحفي بمناسبة اليوم العالمي للمعلم: أن الوزارة ستعمل على مواصلة إصدار القرارات والمبادرات التي تسهم في توفير الظروف والبيئات المناسبة للمعلم والمعلمة؛ حتى يؤديا رسالتهما على الوجه الأمثل، وسنعمل على تذليل كل الصعوبات التي تقف عثرة في هذا السبيل بإذن الله.
وأكد وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل على وقوفه مع المعلم بقوله: يأتي المعلم في مقدمة اهتمامي، كما كنت من قبل وكما سأظل، فأنا "مع المعلم".
وتابع: يجب علينا كلنا أن نكون معه دعماً ومساندةً؛ ليكون المعلم في مستوى طموحات الجميع للنهضة بالتعليم، وهذا يوجب علينا أن نعمل من أجله، وقد عملنا خلال المدة الماضية على إصدار وإعداد مبادرات عدة التي تصبّ في خدمة المعلم، وفي تحسين ظروف عمله وتنمية قدراته، ومن ذلك على سبيل المثال: مشروعُ المهارات الأساسية لتمكين المعلم، والتطوير المهني لمعلمي مناهج المشروع الشامل، ومشروع تمكين ممارسة التقويم المستمر (مكِّن)، والملتقى الأول لإيفاد وابتعاث شاغلي الوظائف التعليمية، والتدريب على النظام الفصلي للتعليم الثانوي، وكذلك مشروع المعلم السفير، والتدريب عن بعد، بالإضافة إلى إنشاء مكاتب خدمات المعلمين والمعلمات في إدارات التعليم، ووثيقة حقوق المعلمين والمعلمات وواجباتهم، ومشروع إشراك المعلم في الرؤية التطويرية لوزارة التعلم، وإنشاء دور حضانة في مدارس التعليم العام للبنات؛ لإيجاد الاستقرار النفسي للمعلمات.
وأشار وزير التعليم إلى أن الدور الذي يؤديه المعلم يستحق أن يُقدّر من العالم أجمع، فهو الذي يوقظ الطاقات الكامنة لدى طلابه، ويعزيز قدراتهم على طلب العلم ونشر المعلومات وتحصيلها.
وبيّن: إن دور المعلم ومكانته في المجتمع ليس بحاجة إلى إيضاح، فهو قطب الرحى في عملية التربية والتعليم، وهو المحور والركيزة الأهم، فالمبنى والمنهج وحدَهما لا يعلمان الطالب؛ بل المعلم هو من يحقق هذا الهدف الرئيس.
وأوضح: إن كل تطوير حقيقي للتعليم لا يرتكز على المعلم، إنما هو دوران حول الهدف لا وصول إليه؛ وإن كلّ مشروع أو برنامج للتطوير لا ينطلق من العناية المهنية بالمعلم وترتيب الظروف المهنية والاجتماعية والنفسية والفنية المناسبة له، إنما هو هدر وتضييع للوقت والجهد والمال؛ وبالتالي فالمعلم هو العامل الأول والأخير في نجاح أو إخفاق المشاريع والبرامج التربوية والتعليمية، لذا فإنّ من الواجب علينا زيادة الاهتمام به تأهيلاً وإعداداً وتدريباً يُعدّه لهذه المهنة النبيلة، ومن حق التعليم علينا ألا نقبل فيه إلا مَن هو أهلٌ له إعداداً وجدية وانتماءً وإخلاصاً.
وأردف: إن مَن يتأمل في نجاح المعلم وإخفاقه يدرك أن مردَّ هذا يعود في الغالب إلى قضية (حقوقه وواجباته)، ويأتي في أعلى سلم أوليات الوزارة الاهتمام بحقوقه التي يجب أن نحترمها ونوفرها له.
وأضاف: يسرني بهذه المناسبة "اليوم العالمي للمعلم" أن أجدد التحية والتقدير لإخوتي المعلمين وأخواتي المعلمات، وأوصيهم باستشعار عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وأهمية الرسالة التي يحملونها، والتفاني في الأداء وفق معايير الجودة والإتقان، والسعي إلى التطوير الذاتي المستمر واستثمار كل أوعية المعرفة المتاحة في هذا السبيل، فالدولة والأمة كلها تعقد عليهما الآمال في الإسهام بتخريج أجيال صالحة مخلصة، وقد أكد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله على أهمية التعليم للوطن، وقال: "يجب أن يواصل كل واحد منا التعليم والعلم حتى آخر يوم من حياته".
مؤكداً أن للمعلمين والمعلمات الدورَ الأول والأكبر في تعزيز "الأمن الفكري" وتحصين أبنائنا وبناتنا ضد الأفكار الهدامة والآراء المتطرفة المخالفة للشرع والعقل.
ودعا الوزير عزام الدخيل بهذه المناسبة المعلمين للمشاركة في تطوير مهنة التعليم من خلال المبادرات الإبداعية، واستحضار حاجة الوطن والأمة لجهودهم في بناء أجيال تُسهم في بنائه وارتقائه والدفاع عنه وعن مقدساته، ولا يتأتى هذا إلا بالتحلّي بروح المسؤولية والإخلاص والجدية، والحرص على تقديم كل ما يفيدهم ويبني قيمهم ويصقل مهاراتهم وينمي مواهبهم ويعزز روح المواطنة في نفوسهم.