لم تُجْدِ توسلات رجل أمن عبر مكبرات الصوت أمس مع متجمهرين أمام حادث حريق مركبة لإبعاد سياراتهم عن الموقع؛ لتتمكن فرق الدفاع المدني من إتمام دورها في مباشرة الحادث؛ ليكشف ذلك عن تنامي ظاهرة "التجمهر". ووفقاً لمقطع فيديو حصلت عليه "سبق"، فإن حريقاً اندلع بشاحنة صغيرة "ديانا"، نتج منه إصابة عامل آسيوي؛ نُقل عن طريق الفرق الإسعافية بحالة متوسطة على طريق المدينة – تبوك. وأثناء وصول فرق الدفاع المدني فوجئت بوجود سيارات متجمهرين بالموقع. ورغم رجاءات رجل أمن عبر مكبر صوت دورية أمنية إلا أن هذه التوسلات لم تُجْدِ في إبعاد المركبات.
وعلى الرغم من أن بعض المواطنين كان لهم دور فعال في إنقاذ حياة أشخاص إلا أن مختصين يرون أن التجمهر يؤثر بشكل مباشر في أداء الأجهزة المعنية بمباشرة الحوادث، فضلاً عن أنه يتسبب بمضاعفة الإصابات والخسائر المادية؛ كون دقيقة تأخير قد تسهم في إنقاذ حياة إنسان.
وصنف المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بتبوك ثلاث مراحل، يؤثر فيها التجمهر على أداء الفرق الإسعافية والجهات المعنية الأخرى؛ ما قد يؤدي إلى تأخير وصول الفرق: المرحلة الأولى عند التوجه لموقع الحدث؛ إذ يؤدي حب الفضول لدى البعض لمعرفة أين تتجه سيارات الإسعاف إلى عرقلة حركة سيارات الإسعاف.
وقال: المرحلة الثانية عند مباشرة الحالة أو الحالات، وتقديم الخدمة الإسعافية الطارئة؛ فقد يسبب التجمهر في وقوع حادث آخر، أو يتأثر المتجمهرون من تسربات الوقود أو الالتماسات الكهربائية الناجمة عن الحادث، أو الدم في الموقع؛ ما يتسبب في زيادة حصيلة الإصابات. وأردف: أما المرحلة الثالثة فهي عند وضع الحالة داخل كابينة الإسعاف، والتوجه بها للمنشأة الصحية المناسبة؛ إذ يؤدي التجمهر إلى عرقلة وصول الفرق الإسعافية للمنشأة الصحية.
وأضاف: هيئة الهلال الأحمر السعودي، متمثلة بالإدارة العامة للإعلام والتوعية، تولي هذا الأمر اهتماماً كبيراً من خلال التوجيهات بإيصال الرسائل التوعوية لشرائح المجتمع كافة، من خلال إعداد المعارض المصاحبة للمناسبات، واستغلالها بإظهار صور لمخاطر ظاهرة التجمهر، ونشر وتوزيع الرسائل التوعية، وإعداد زيارات للمدارس والجامعات، وتكثيف الإرشادات بمواقع التواصل الاجتماعي لتوعية المجتمع، وشرح جميع المخاطر التي يمكن أن تنتج من التجمهر.
وأشاد بالدور الكبير الذي تقوم به إدارة مرور منطقة تبوك لتذليل صعوبات السير والحركة المرورية للفرق الإسعافية أثناء التوجه للحالات، وفي المواقع، ومنع التجمهر.