لم يستطع أحد المصابين من الجنسية التونسية، في حادثة التدافع التي شهدها شارع العرب بمشعر منى يوم أمس، حبس دموعه عندما حضر إليه أحد الأخصائيين الاجتماعيين بمستشفى منى الطوارئ بالمشاعر المقدسة، وطلب منه رقماً لأحد أقاربه، ليتواصل معهم ويُطمئنهم على حالته، حيث قام بإعطائه رقم هاتف ابنه في تونس، وأجرى اتصالاً به من هاتفه الشخصي، وتركه يتحدث معه، ويبلغه بأنه بصحة جيدة ولله الحمد. وطلب الأخصائي من ابن الحاج التونسي رقم والدته التي حضرت مع والده لأداء الحج، وانقطع بينهما الاتصال منذ وقوع الحادثة، خاصة أن المصاب لا يعرف رقم هاتفها، ولم تكفّ دموعه وهو يسأل عنها بعدما تركها في المخيم الخاص بالحملة وذهب لرمي الجمرات، حيث أوصله أيضاً بزوجته التي اطمأنّت على حالته، وقام بإعطائها رقم غرفته المنوم بها.
ووقفت "سبق" على هذا العمل الإنساني الذي قام به الأخصائي الاجتماعي بالمستشفى، تجاه الحاج الذي بدا مبتسماً ومبتهلاً بالدعوات لحكومة خادم الحرمين الشريفين، والعناية التي وجدها منذ لحظة إصابته في الحادثة.