كانت جازان محطة توقف للحجاج القادمين من الجمهورية اليمنية في ذهابهم إلى أداء مناسك الحج، إلا هذه السنة، وهي الأولى التي تمر على منطقة جازان، دون أن يحط الأشقاء اليمنيون رحالهم في استراحة بمنطقة جازان، بسبب الأحداث التي تسببت في إغلاق منفذ الطوال الحدودي مع اليمن، الذي لطالما فتح أبوابه لضيوف الرحمن منذ افتتاحه، وقبله منفذ الموسم الحدودي، وكان يعبره عشرات الآلاف من الحجاج مع كل موسم حج، في ظل تسهيلات من لدن حكومة المملكة العربية السعودية يشهد بها الحجاج اليمنيون في كل عام.
أعداد كبيرة كان الحجاج اليمنيون، وغير اليمنيين من الدول الإفريقية أحياناً، يعبرون منفذ الطوال، في أكثر الأحيان وبأغلب الأعداد، لقربه من المحافظات شمال وغرب اليمن، عبر شركات نقل الحجاج من بلادهم، أو عبر سياراتهم الخاصة التي تعبر المنفذ، ويقصدون عليها مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج.
وكان يتفاوت عدد الحجاج القادمين من الجمهورية اليمنية عبر منفذ الطوال الحدودي، إلى ما يصل لنحو سبعة عشر ألف حاج، ويزيد في بعض المواسم، بينما يغلب مرور الأربعة عشر ألف حاج من المنفذ، بحسب إحصاءات تقريبية وردت ل"سبق".
وكانت استعدادات مركز وزارة الحج بمنفذ الطوال تبدأ منذ وقت مبكر لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين عبر المنفذ وبمتابعة مباشرة من وكيل وزارة الحج المساعد لشؤون الحجاج المشرف العام على المنافذ البرية، حيث يتم دعم المركز بالقوى العاملة والتجهيزات المطلوبة بمهامه والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بأعمال الحج في المنفذ، وكانت تعقد اجتماعات دورية مع مسؤولي الجهات المشاركة تهدف إلى معالجة ما يطرأ من سلبيات ومناقشة أوجه التطوير والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
قصص حجاج اليمن في طريقهم برحلة الحج يتوقف حجاج اليمن في مدن عدة على الطريق الدولي، ومنها صبيا، حيث كان يتوقف بها جموع من الحجاج القادمين من اليمن عبر منفذ الطوال الحدودي، وكان توقف الحجاج في ذهابهم وإيابهم يثري المحافظة اقتصادياً، من ناحية الشراء سواء الهدايا أو غيرها من المواد الاستهلاكية، من المحلات التجارية، المنتشرة على جنبات الطرقات.
وخلال توقفهم المتكرر، كان يروي حجاج اليمن قصص المشقة التي يتكبدونها من أجل الحج، وفي إحدى البعثات السابقة التي توقفت بمحافظة صبيا لعطل بسيط في مركبتهم آنذاك، كان حديث عبر جمع المحرر بحاج مسن يمني، وروى المسن أنه باع عدداً من أغنامه وأبقاره من أجل الحج للمرة الأولى، رغم معاناته ومشقة الطريق التي تواجهه في اليمن، وزحام الحج.
وأكد الحاج في حينها أن التسهيلات التي يجدونها من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين كبيرة جداً، ابتداءً من السفارة السعودية حتى انتهاء فريضة الحج وعودتهم.
مدن الطريق الدولي تفتقدهم يكشف سكان محافظة صبيا وبيش، التي يشقها الطريق الدولي، عن فقدان الحجاج اليمنيين لما كانوا يشعرون به من مشاعر فريدة أثناء عبور أفواج الحجاج ذهاباً وإياباً بالمحافظتين، مرجعين حرمانهم من هذه المشاعر، إلى ما تفعله مليشيا الحوثي وصالح في اليمنيين، ومنها مقذوفات تطال منفذ الطوال الحدودي أدّت إلى إغلاقه بشكل تام إلى إشعار غير محدد.
وأكد السكان أن الحجاج اليمنيين كانوا يؤثرون في اقتصاد أسواق الطريق الدولي بمنطقة جازان، الأمر الذي لم تتحصل عليه الأسواق هذا العام، لإغلاق المنفذ للمرة الأولى.
إحالة الحجاج لمنفذ الوديعة ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية فقد نوه أمير منطقة نجران، الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، بما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في خدمة الإسلام والمسلمين، وبما تسخّره من إمكانات لراحة ضيوف الرحمن، وتأمين سلامتهم؛ ليؤدوا مناسك الحج بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، بمتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا.
ووجَّه أمير نجران بتكثيف الجهود وتذليل العقبات كافة لاستقبال طلائع الحجاج اليمنيين، الذين توافدوا اليوم عبر منفذ الوديعة الحدودي، وإنجاز إجراءات دخولهم بكل يُسر وسهولة.
واستقبلت الجهات العاملة في المنفذ أولى طلائع الحجاج اليمنيين بكل حفاوة؛ إذ كان في استقبالهم عدد من مسؤولي القطاعات والإدارات في المنطقة، يتقدمهم محافظ شرورة، وقائد حرس الحدود، ومدير الجوازات، ومدير منفذ الوديعة، ومدير جمارك المنفذ.
وتتضافر جهود جميع الجهات الحكومية في المنفذ لخدمة الحجاج؛ إذ تقوم بعمل دؤوب في إنهاء معاملات دخول الحجيج، وتيسير عبورهم، وتقديم المساعدات اللازمة لهم، وتوجيههم، وإرشادهم، والعمل على راحتهم.
وأوضح مدير الشؤون الصحية بمنطقة نجران الصيدلي صالح بن سعد المؤنس جاهزية مركز المراقبة الصحية بمنفذ الوديعة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، من خلال الكشف عليهم ومطابقة شهاداتهم الصحية وإعطائهم العلاج الوقائي اللازم، إضافة إلى تسليمهم مطويات صحية توعوية عن الأمراض المعدية، كالإنفلونزا والحمى الشوكية، والطرق الوقائية منها أثناء أداء مناسكهم، وتوفير العلاجات واللقاحات لهم. مضيفاً بأنه تم دعم المركز ب 48 موظفاً من القوى العاملة الفنية من مختلف الفئات.
وتقوم جوازات منفذ الوديعة بتسهيل دخول الحجاج من خلال آلية البصمة الإلكترونية، والإسراع في توقيع أوراقهم، وتختيم جوازاتهم، وتمكينهم من العبور في وقت قياسي، فيما يقوم مركز الجمرك بتفتيش السيارات والأمتعة دون تأخير في عملية سلسة عبر المسارات.
وتشارك وزارة الشؤون الإسلامية والجمعية الخيرية والهلال الأحمر السعودي، بجانب الجهات الحكومية الأخرى المشاركة في المنفذ، بتقديم التوعية والإرشاد والتوجيه، وتوزيع المطبوعات التوعوية ودليل المناسك الإرشادي، وتقديم المشروبات والوجبات الخفيفة على الحجاج.
كما تقوم الجهات الأمنية بمتابعة وحفظ الأمن في المنفذ، وتقديم العون والمساعدة، والتأكد من سلامة الحجاج، وتوفير الإمكانيات وتهيئة الظروف المناسبة لهم.
وأظهرت الصور ملامح السعادة والفرح التي بدت على وجوه الحجاج اليمنيين وهم يستعدون لمغادرة منفذ الوديعة متجهين لأداء مناسك الحج، معبرين عن بالغ سعادتهم بأن مَنّ الله عليهم وسهّل لهم دخول السعودية لأداء فريضتهم، مشيدين بالجهود التي تبذلها الجهات العاملة بالمنفذ والخدمات والتسهيلات المقدّمة لهم على مدار الساعة.