جسدت اللجنة النسائية التطوعية لمؤسسة حجاج دول جنوب آسيا، مشهداً إنسانياً بزيارتهن لمصابات حادثة سقوط رافعة الحرم المكي الشريف، متنقلات بين مستشفيات النور التخصصي، وحراء العام، والملك عبدالعزيز بالزاهر، والملك فيصل بالششة على فترتين صباحية ومسائية؛ حيث توقفن عند ناجية باكستانية حكت قصتها المؤثرة. وقالت رئيسة اللجنة النسائية التطوعية بمكتب الخدمة الميدانية 41 المطوفة الدكتورة رابية رفيع: "إيمانا منا بأهمية زيارة المرضى ومواساتهم وتقوية لروابط المؤاخاة بيننا وضيفات الرحمن، وتخفيفا لمصابهن قمنا بزيارة كل الحاجات من مختلف الجنسيات العربية والإيرانية والتركية والهندية والباكستانية المنومات بأقسام الكسور والجراحة العامة وجراحة المخ والأعصاب، للاطمئنان على صحتهن ومعرفة طبيعة إصاباتهن وأحوالهن الصحية، وإدراكا منا لأهمية المواساة، ومقاسمتهن الألم والاستماع لهن ودور ذلك في التعافي وتقبل قضاء الله وقدره".
واستذكرت "رفيع" قائلة: "اللجنة زارت الحاجة صبيرة بيبي (58 عاما)، هندية الجنسية، التي تعرضت لإصابة في العين والرأس، والحاجة نفسية التايلندية (72 عاما) تعاني من كسر بالرجلين، والحاجة محترم صلاح إيرانية (64 عاما) المنومة في قسم جراحة المخ والأعصاب، إضافة إلى الحاجة رفاي ريون تركية (54 عاماً) المنومة بقسم الجراحة العامة، والحاجة سعيدة سليمان مصرية(63 عاما)، بقسم جراحة المخ والأعصاب، شعرت بسقوط جسم ثقيل عليها أثناء تواجدها بالمطاف ولم تستيقظ إلا في المستشفى.
ولفتت إلى أن الحالة التي استوقفتها تتمثل بما روته لها السيدة خورشيد باكستانية الجنسية في العقد الثالث، الناجية من الحادثة، والتي قالت إنها كانت ترافق زوجها الذي كان يدفع عربة والدته في المطاف، وعند افتراقها عنهم وقع الحادث، بعدها ذهبت للمستشفيات للبحث عن زوجها ووالدته، فعثرت على والدته بمستشفى الملك عبدالعزيز، فيما وجدت زوجها في ثلاجة الموتى بمستشفى منى.
وأشارت إلى أن هذه الزيارات جاءت تجسيدا للجانب الإنساني الذي يشدد عليه رئيس مؤسسة حجاج دول جنوب آسيا الدكتور رأفت بدر، إذ يؤكد على جميع منسوبي ومنسوبات المؤسسة ببذل أقصى الجهود من أجل تقديم أفضل الخدمات وأرقاها للحجاج، وأن يعكسوا بجهودهم وعطاءاتهم الصورة المشرّفة للمملكة، وأن يتركوا في نفوس الحجاج أجمل الانطباعات، وأحلى الذكريات لهذه الأيام التي يقضونها في الرحاب المقدسة.
وأوضحت "رفيع" أن رؤية اللجنة النسائية التطوعية ترتكز على جعل حج المرأة عبادة وثقافة ووسيلة للتواصل الفكري، إذ يدعم هذه الرؤية رئيس مكتب الخدمة الميدانية 41 المطوف عبدالله محمد رفيع، لجعل اللجنة في عداد اللجان النسائية الرائدة لتكون حاضرة في عيون وقلب مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة.