لم تكن حادثة سقوط الرافعة العملاقة في مكةالمكرمة أمس، حدثاً عابراً لدى وسائل الأعلام الأمريكية، خاصة أنه وقع في المسجد الحرام، قبلة المسلمين، بخلافات استعداد المسلمين لأداء مناسك الحج وهو حدث سنوي يحظى بتغطية مفصلة من وسائل الأعلام الأمريكية. وشكلت حادثة سقوط الرافعة يوم أمس مادة دسمة ووصفتها معظم وسائل الإعلام الأمريكية بالمؤلمة، وغير المتوقعة، وما زالت القضية تتصدر وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الأمريكية.
شبكة سي إن إن وصفت العاصفة التي ضربت مكة أمس، بالضخمة والمعزولة، وأطلقت المصطلح الأخير على اعتبار أنها ضرت مكة فقط وتلاشت هناك -بحسب محلل الطقس الذي استعانت به الشبكة- وأدت إلى هبوط كبير في درجات الحرارة من 40 درجة إلى 25 خلال ساعة واحدة (من 4 إلى الساعة 5) وهو وقت هبوب العاصفة، وهو حدث نادر بحسب المحلل الأمريكي.
وقال المحلل إن كتلة الهواء الباردة الضخمة التي حملتها العاصفة وضربت مكة بشكل مباشر وغير مسبوق مع سقوط الأمطار بشكل غزير أدت إلى ظاهرة تسمى ميكروبروست microburst وهي كلمة لا يوجد لها تفسير في اللغة العربية، وتعرف في اللغة الإنجليزية بالفوران والهيجان المفاجئ، وعادة تتسبب هذه النوعية من الظواهر بضرر كبير على المنطقة وتحولها إلى خراب وهو ما حدث يوم أمس في مكة.
وبيّن أن اقتراب السحب من الأرض وهي تحمل كتلاً هوائية باردة ضخمة تضرب الأرض بسرعة هائلة مع أمطار غزيرة وقوية صاحبها انخفاض كبير في درجات الحرارة بما يقارب ال20 درجة مئوية، وهو ما أدى إلى تحول العاصفة إلى دوامة هائلة من الهواء والأمطار، الأمر الذي تسبب باقتلاع الرافعة العملاقة في مكة، بحسب الأقمار الصناعية التي رصدت الظاهرة الضخمة التي ضربت مكةالمكرمة يوم أمس.
وحذر محلل الطقس الأمريكي على قناة سي إن إن الأمريكية والذي قدم تحليلا مفصلا بما حصل في مكة عبر نشرة الأحوال الجوية، بأن هناك تهديدات جديدة في اليومين المقبلين لظهور مثل هذه الظاهرة التي تنتشر في المناطق الحارة، ذات الطقس الشبيه بطقس محافظة مكةالمكرمة.
ويبدو -بحسب المحلل الأمريكي- أن مكة قد نجت من الأسوأ، خاصة إذا ما نظرنا إلى حجم وكثافة الرافعات العملاقة حول المسجد الحرام بمكة أثناء هذه العاصفة القوية والمفاجئة.