كشف نبيل حميد والد حسان، الشاب الأردني الذي تُوفِّي بعد ضبطه في قضية معاكسة بمنطقة عسير، أن نتيجة تقرير الطب الشرعي النهائي أوضحت أن سبب وفاة ابنه يعود إلى "فشل في المراكز العصبية المهيمنة بالمخ". مشيراً إلى أنه تسلم التقرير بعد مكوث جثة ابنه 34 يوماً في الثلاجة. وقال نبيل حميد ل"سبق" إنه وقَّع على استلام التقرير الذي لم يُشِر إلى أي آثار ضرب أو عنف ضد ابنه. مشككاً في نتيجة تشريح الجثة وفي سبب الوفاة، ومؤكداً أن ابنه لم يكن يشتكي من أي مرض أو يعاني أي الآم في الرأس أو مرض الربو. وأشار والد الشاب الأردني إلى أنه كان ينتظر بفارغ الصبر أن يحصل على التقرير الطبي المنصف لحالة ابنه. مؤكداً أنه يعلم أن الموت والحياة بيد الله، وأن هذا قضاء الله وقدره، وأنه راض بما قدَّره الله، ولكن أكد أن التقرير لم ينصف ابنه قائلاً: "ما زال الشوك في قدمَيْ ابنى بسبب المطاردة من قِبل رجال الهيئة والشرطة. سأرفع خطاباً لأمير منطقة عسير وللمقام السامي وأطالب بإظهار الحقيقة، وأن يعاقَب المذنب". وأردف بالقول: "كثير من الناس يلومونني ويعتبرونني فرَّطتُ في دم ابني". وقال: "إنني أطالب بالإنصاف في قضية ابني، وبمعرفة تفاصيل وسبب الوفاة. لن أدفن ابني إلا عندما أعرف سبب وفاته ولماذا لم يُذكر ما أصابه من ضرب". وأضاف "حسان أفضل أولادي، وأكثرهم برًّا بي، وقد فقدتُ معنى الشعور بالحياة طالما أني لا أجد مبرراً لوفاته ولا سبباً غير أنه تعرَّض للإيذاء". يُشار إلى أن قضية وفاة الشاب تم تداولها على نطاق واسع إعلامياً، بعدما نشرت صحيفة "الوطن" تقريراً قالت فيه إن "ملاحقة عضو يتبع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير ورجل أمن لشاب؛ بسبب إطالته شعره، أدت إلى وفاته، عقب تعرضه لنزيف في المخ وإصابة في الرأس". وبيّن "حسان نبيل حميد (28 عاماً) دخل المستشفى بعد ملاحقة عضو الهيئة ورجل الأمن بمحافظة أحد رفيدة له، وسط تضارب معلومات حول سبب إصاباته الجسيمة". ونقلت عن والد الشاب المتوفَّى "أردني الجنسية" أن ابنه أُجبر على حلاقة شعره بعد القبض عليه، وتعرّض لضرب مبرح داخل مقر الهيئة، وخرج منه في حالة إغماء محمولاً من قِبل صديق له وعامل نظافة بمركز الهيئة. ومن جانبها نشرت "سبق" توضيح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تبرأت من قضية وفاة الشاب؛ حيث كشف المتحدث الرسمي بفرع الهيئة بعسير الشيخ عوض بن عبدالله الأسمري ل"سبق" تفاصيل قضية الشاب الأردني، وقال: "إن الشاب كان مع آخر يعاكسان الطالبات أمام مدرسة بنات، وأثناء حضور الهيئة هربا راجلَيْن، وتم ضبط الأردني، وسُلّم للجهات الأمنية، ورغب والده في إنهاء الموضوع بالمناصحة فجيء به للهيئة، وكان عليه إعياء، ورفض الذهاب للمستشفى، وانصرف مع ولي أمره، ولم يتعرض لأي إجراء داخل المركز، ولم يحلق شعره، والموضوع لدى الجهة المختصة".