عبدالملك سرور): اختتمت فعاليات مهرجان "حكايا" بعد خمسة أيام متميزة، سعت إلى ربط شرائح المجتمع كافة بالقراءة، خصوصاً فئة الأطفال، عبر تحفيزها على التخيل والابتكار في صناعة القصة، وتعلم كتابتها، ورسم لوحاتها، وتصور مشاهدها، والاستمتاع بمتابعتها، إضافة إلى اكتشاف المواهب ودعمها للإبداع في الكتابة القصصية التفاعلية، وتنمية روح الحوار والتواصل، والتعريف بالتراث القصصي المحلي والعالمي، وتدريب الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال كتابة القصص، والاستفادة من التقنية الحديثة في المزج بين الماضي والحاضر وإعداد القصص التفاعلية المفيدة وتطوير آليات عرضها. وتوضح الإحصاءات حجم النجاح الذي حققه مهرجان حكايا الذي يقام للمرة الأولى بالشرق الأوسط الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير الرياض، إذ تجاوز عدد الزائرين خلال الأيام الثلاثة الأولى 33 ألف شخص من جميع الفئات العمرية.
وبحسب منظمي المهرجان، فإن اليوم الأول شهد حضور 7600 زائر بينهم 2300 طالب، وارتفع العدد إلى 11200 زائر بينهم 3600 طالب في اليوم الثاني، ثم إلى 14200 زائر في اليوم الثالث.
وبدا جلياً أن ازدياد عدد الزائرين كان مرده إلى الفعاليات المتميزة التي تناسب جميع شرائح المجتمع، ومنها الورش التي خصصت للأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن ستة أعوام؛ لتعليمهم القصص المصورة باستخدام الأجهزة الذكية، إضافة إلى مصنع الحكايا الذي يستهدف الأطفال بين عمري 6 و13 عاماً، وتضمن أربع ورش عمل هي "نكتب" لتعليم فن كتابة القصص، و"نرسم" لتعليم فن رسم شخصيات الحكايا، و"نحرك" لتعليم فن تحريك الرسوم في الحكايات، و"نروي" لتعليم فن إلقاء القصص والحكايات.
كما خصص المهرجان ورش عمل متنوعة في الكتابة والرسم والتحريك والإنتاج للفئة العمرية بين 14 و25 عاماً، تهدف إلى تعليمهم صناعة الحكايا وتحويلها إلى محتوى رقمي.
والتقى زوار المهرجان من الفئات العمرية المختلفة بشخصيات فعّالة وذات تأثير، سردت لهم تجاربها مع الحياة بطريقة قصصية مشوقة، كما قصّ الراوي محمد الشرهان والدكتورة فاطمة خوجة قصصاً تراثية توضح العادات الجميلة التي عرفها المجتمع في طابع جذّاب وممتع.
وبدا لافتاً توقف عدد كبير من زوار مهرجان "حكايا"، عند المنصة الخاصة بعروض مسرحيات "افتح يا سمسم"، خصوصاً أولئك الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين، وعاصروا بث حلقات البرنامج الشهير في نسخته الأولى.
ويحظى زوار "حكايا" الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بمفاجأة سارة تتمثل في عرض أول حلقة تلفزيونية من برنامج "افتح يا سمسم" بحلته الجديدة بعد انقطاع دام 35 عاماً، وذلك على مسرح المهرجان خلال حفلة لتدشين "افتح يا سمسم" بالتزامن مع بثها في قنوات تلفزيونية.
وجرى تصوير غالبية حلقات البرنامج في أماكن مفتوحة بمشاركة نحو 250 طفلاً، لتشجيع الأطفال على الحركة وممارسة الرياضة والتغذية الصحيحة مع التركيز على الأهداف التربوية.
واستعان البرنامج في نسخته الجديدة بكوادر عربية من الموهوبين والخبراء لكتابة الأفكار والقصص والأناشيد بحسب الدكتورة كايرو عرفات المدير العام لشركة "بداية" المنتجة ل"افتح يا سمسم"، التي أشارت إلى أن شخصيتي "نعمان" و"راشد" أشهر شخصيات البرنامج سيقدمها شابان سعوديان تميزا بالموهبة والقدرة على تحريك الدمى وإتقان أدوار الشخصيتين.