انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم صورة، التقطها المسبار المتجول "كوريسيتي" التابع لوكالة الفضاء ناسا بتاريخ 30 أغسطس 2015، تُظهر ما يبدو كأنه "ملعقة" في الهواء فوق السطح مباشرة، التي اعتُبرت دليلاً جديداً على وجود حياة خارج الأرض. ويبيّن رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذه الصورة حقيقية، ونُشرت على الموقع الإلكتروني لمختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء ناسا. وتُظهر الصورة ما يشبه ملعقة طبخ خشبية، لها تجويف، ويبلغ طولها 10 سنتيمترات، تماماً مثل الملاعق على الأرض. ويظهر لتلك الملعقة ظل أسفلها.
ولكن لأن المريخ لا توجد على سطحه حضارات لذلك فإن التفسير العلمي لوجود تلك الأشكال لا يخرج عن كونها تشكيلات صخرية، تسببت في "وهم بصري" للظاهرة الفسيولوجية "الباريدوليا"؛ إذ إن أدمغتنا تفسر الأشكال العشوائية، وتضعها في أشياء مألوفة، مثل العديد من الأشكال التي شوهدت سابقاً في صخور على المريخ. ويعتقد أن هذه التشكيلات الصخرية أخذت شكلها بواسطة الرياح.
وهناك تاريخ طويل لرؤية أشكال غريبة على الكوكب الأحمر. على سبيل المثال "الوجه المريخي" الشهير في منطقة "سيدونيا" على المريخ، الذي يشبه وجه إنسان، والذي صورته المركبة "الفايكنغ -1"، ولكن اليوم بعد وجود كاميرات تصوير عالية الدقة في مدارات حول المريخ تم إثبات أن "الوجه" ليس أكثر من تداخل للظلال والضوء وخدعة فسيولوجية.
على الأرض إذا كانت الظروف مهيأة فإن الصخور تتخذ أشكالاً خلال مئات الآلاف من السنين بواسطة رياح التعرية، وتعطي أشكالاً مختلفة، ولكن على المريخ حيث الغلاف الجوي رقيق، والجاذبية ضعيفة، وعمليات التعرية الأخرى قليلة، فإن الرياح يمكنها أن تصنع أشكالاً أكثر جمالاً مما هو الحال على الأرض.
ومن المعروف أن المريخ تسيطر عليه الرياح، وتتسبب في كل شيء، من رياح الغبار الصغيرة إلى العواصف الضخمة. هذا النشاط يصنع حقولاً واسعة من الكثبان الرملية والأودية، ويمكنه أن يصنع أقواساً صغيرة وأجزاء متدلية مثل هذه الملاعق.
ومن المعروف وجود عروق المعادن، وعادة تكون مرتفعة فوق ما حولها، ويمكن أن تساهم في دعم التركيبات الصغيرة مثل هذه الأشكال. ولعل اكتشاف هذه الكتل الصلبة يقدم بعض الملامح الجيولوجية لعمليات التعرية التي يمكنها أن ترسم أشكالاً مميزة على سطح الكوكب الأحمر.
يُشار إلى أن المسبار "كوريستي" هبط على سطح المريخ في أغسطس 2012، وحالياً يقوم بدراسة تشكيل صخري يسمى "وحدة ستيمسون" داخل فوهة "غالي"، ويتوقع أن ينطلق إلى موقع جديد بالقرب من حوض يسمى "بردجير" في طريقه نحو بقعة تدعى "بانجلوند دونس".