حذّر رئيس قسم الأرصاد والمشرف على مركز التميُّز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور منصور المزروعي، من التغيرات المناخية الملموسة على المملكة العربية السعودية، التي قد تؤدي إلى حدوث فيضانات في المنطقة الغربية وزيادة نسبة الأمطار في المناطق الجنوبية، خلال الأعوام المقبلة. ووفقا لخبرٍ أعدّه الزميل محمد الهلالي ونشرته "الاقتصادية"، أكّد المزروعي أن البحر الأحمر شهد نشاطاً في الفترة السابقة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، كما أن درجة حرارة سطح البحر الأحمر ارتفعت خلال العقدين الماضيين، إضافة إلى أنه لوحظ في الآونة الأخيرة نشاطٌ في منطقة التجمُّع في وسط البحر الأحمر نتيجة تجمُّع الرياح من المنطقتين الشمالية والجنوبية، مما يولّد تيارات الحمل، وتنشأ عنها العواصف الرعدية، كما ارتفعت درجة حرارة المناطق الساحلية، وفي ضوء هذه التغيرات المناخية لا يستبعد هطول أمطارٍ غزيرة قد تؤدي إلى حدوث فيضاناتٍ في المنطقة الغربية. وأبان أن مرصد جامعة الملك عبد العزيز سجل كميات أمطارٍ كبيرة خلال العام الجاري، حيث سجل المرصد 242 ملم في المنطقة الجنوبية لمحافظة جدة، خلال الفترة من نوفمبر إلى أبريل الماضي. واستطرد أن التغيرات المناخية تتطلب تحرُّك الجهات المعنية، مشيراً إلى أن أمانة جدة أطلقت في الفترة الماضية ورشة عمل لعمل الدراسات للبنية التحتية والتخطيط الاستراتيجي لمحافظة جدة، وبدأت بعض الجهات الحكومية في عمل التخطيط الاستراتيجي للتكيف مع التغيرات المناخية خلال الأعوام المقبلة. وطالب المزروعي الجهات الحكومية المختلفة والشركات بأن تبدأ في إعداد الخطط الاستراتيجية للتكيف مع التغيرات المناخية، موضحا أن بعض الشركات والمصانع تحتاج إلى عمل إستراتيجياتٍ للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، مضيفاً، من أجل المنطقة يجب على الجهات المعنية مراعاة التغيرات المناخية، واتخاذ قرارات إستراتيجية لمواكبة التغيرات المناخية ومواكبة تطلعات القيادة والمواطنين. وأوضح المزروعي خلال ورقةٍ علمية ألقاها بعنوان "مؤشرات التغير المناخي في المملكة العربية السعودية"، أمس، في اللقاء العلمي الثالث الذي نظمته كلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز بعنوان التغير المناخي وتأثيره في البيئة البحرية، أنه من خلال تحليل نتائج النماذج المناخية، فإن المناطق الشمالية للمملكة قد تكون معرضةً للجفاف وقلة أمطار نسبية بينما تشهد المناطق الجنوبية للمملكة زيادة نسبية في كميات الأمطار، كما لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة في نشاط البحر الأحمر قد يكون له دور كبير في حدوث الحالات المتطرفة للأمطار على المنطقة الغربية. وأوصى رئيس قسم الأرصاد والمشرف على مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبد العزيز بعمل سياسات وطنية منشودة للحد من آثار التغير المناخي على المجتمع والبيئة تتضمن إجراء الدراسات العلمية المعمقة للتغير المناخي وتقييم آثار التغير المناخي والتعرُّف على المناطق والفئات المجتمعية الأكثر هشاشةَ وأكثر عُرضةَ للآثار السلبية للتغير المناخي، وذلك من خلال المراكز البحثية والجهات ذات العلاقة.