اشتكى مواطن من تعرض زوجته للإهمال والتقصير بمستشفى حراء العام بمكةالمكرمة، وقال المواطن "م . ز ": إنه في يوم الثلاثاء الموافق "26 / 10/1436ه" ذهبت بزوجتي ومرافقة معنا إلى مستشفى حراء العام، وعند الساعة العاشرة صباحاً، وفي قسم الطوارئ طلبت منهم تنويم زوجتي تحت الملاحظة، لكن طبيبة الطوارئ رفضت، رغم أن زوجتي كانت تعاني من شدة الآلام. وأضاف: وبعد إلحاح شديد ومراجعة مدير الطوارئ تمت الموافقة على تنويمها؛ اعتذروا لعدم وجود سرير شاغر، وأبلغوني بأنه سيتم تحويلها لمستشفى خاص على حساب وزارة الصحة؛ حيث انتظرت زوجتي وهي تصارع الألم لمدة ساعتين في قسم الطوارئ، دون أن تأتي الموافقة بنقلها للمستشفى الخاص الذي وعدوني بإحالتها عليه.
ويتابع المواطن: بعد إلحاح شديد مرة أخرى، ومراجعتي للطبيب المناوب؛ تمت الموافقة على توفير سرير بمستشفى حراء، وبعد أن أدخلت زوجتي تم الكشف عليها ثم طلبوا منها المشي لأن موعد الولادة- على حسب قولهم- إلا أنهم كانوا يكتفون بالكشف بين الفينة والأخرى ثم يغادرون الغرفة، رغم أن زوجتي كانت تشعر بألم الولادة.
ويستطرد المواطن في سرد معاناته ويقول: بعد أن راجعتهم المرافقة التي كانت مع زوجتي وطالبتهم بالكشف عليها؛ حضروا فوجدوها ملقاة على الأرض، فقاموا بوضعها على الكرسي وأغلقوا قدميها وقالوا لها: "لا يسوي ولادة هنا.. الولادة في الكشك"، وهي قد ولدت بالفعل وتم نقلها لكشك الولادة وعمل تخدير كامل لها، ثم عملية قيصرية، دون علمي، لتحضر لي إحدى الممرضات وتخبرني بأنها أنجبت "بنت" من خلال ولادة قيصرية.
ويؤكد المواطن: في اليوم التالي، اتضح أنه يوجد طبيب سعودي تم الاتصال به من قبل المستشفى بعد الإهمال والتقصير من قبل الممرضات والدكتورة– على حد قول زوج المريضة- وحضر بثوبه وليس بالزي الطبي، وحين قام بالكشف على زوجتي بوجود المرافقة، سأل الطبيب زوجتي: من فعل هذا بك؟ فأجابت زوجتي: الطبيبة! فأخذ يتحدث مع الطبيبة بنبرة صوت عالية، مؤكداً أنه يرفض استلام الحالة.
وأردف: ثم أخبر الطبيب زوجتي بأنه توجد فتحة بالصمام، وقطع بالمستقيم، وقطع في فتحة الشرج، وأنها في المستقبل لن تستطيع الولادة بشكل طبيعي؛ إذ لا بد من الولادة بعملية قيصرية، وكل هذا بسبب الإهمال والتقصير والخطاء الفادح الذي حصل.
ويقول المواطن: توجهت في اليوم التالي أبحث عن ذلك الطبيب الاستشاري، لكنني لم أعثر عليه، كما أنه لم يعطِني أي طبيب بالمستشفى تقريراً مفصلاً عن حالة زوجتي، بل يوجد طبيب من جنسية عربية يحاول تهدئة الأمور.
من جهة أخرى تواصلت "سبق" مع إدارة مستشفى حراء العام التي أوضحت أنه كان هناك "21" ولادة في الليلة ذاتها التي حضرت فيها زوجة المواطن ولم تكن هناك أسرّة شاغرة في حينه، وقد أوضح رئيس قسم النساء والولادة أن المريضة سبق لها أن ولدت ولادتين طبيعيتين، وقد تم تنويمها بجناح الولادة الرئيس؛ لوجود ألم ولادة ثم زادت الآلام بها حتى نُقلت إلى كشك الولادة وقامت بتوليدها الطبيبة المقيمة، وكانت هناك آثار تليف في موضع خياطة العجان من أثر الولادات السابقة.
ويواصل: وبعد الولادة لاحظت الطبيبة حدوث تمزق بمنطقة العجان امتد إلى فتحة الشرج، وشاركها في القرار الأخصائي المناوب الذي استدعى الاستشاري المناوب "الدكتور سلطان بغدادي" الذي حضر فوراً وقام بإصلاح التمزق جراحياً، ووضع المريضة على المضادات الحيوية والملينات، ثم شرح للمريضة بالتفصيل ما حدث، ولم يخفِ عنها أي حقيقة، ونصحها بعمل قيصرية في الولادة القادمة منعاً لتكرار هذه المضاعفات، علماً بأن مثل هذا التمزق بمنطقة العجان يحدث بنسبة من "1" إلى "2%" تقريباً على مستوى العالم، والمهم في معالجة هذه الحالات هو سرعة التشخيص والعلاج الجراحي السريع من قِبل الاستشاري، مع شرح كل ذلك للمريضة، وهذا ما حدث بالفعل في حالة المريضة وفق سياسات العمل.
وأشارت إدارة المستشفى: المريضة لم تتابع أثناء الحمل في المستشفى مُسبقاً، وإنما حضرت إلى الطوارئ، ومثل هذه الحالات قد ينتج عنها مثل هذه المضاعفات نتيجة لعدم المتابعة.
وأوضحت إدارة المستشفى أنه تجاوباً مع ما أورده المواطن ستتم الإحالة إلى لجنة المراضة برئاسة استشاري سعودي من خارج قسم النساء والولادة، وكذلك من مبدأ الحيادية أحيلت الشكوى إلى الشؤون الصحية لتتم الدراسة من قِبل لجنة محايدة من خارج المستشفى. وأكدت الإدارة أنه تمت مقابلة زوج المريضة من قِبل مدير المستشفى بمعية موظف حقوق وعلاقات المرضى والسماع لشكواه، وإفادته بأنه سيتم التعامل مع الشكوى.