باشرت صباح اليوم لجنة جمعية حقوق الإنسان في مكةالمكرمة جولاتها الميدانية في حي العكيشية؛ لرصد عدد من المخالفات والتجاوزات التي نشأت في المنطقة، إثر ورود شكوى من ساكني الحي، يشكون فيها من حال حيِّهم، متهمين جهات حكومية بالمسؤولية عن وضعه، ومطالبين بحلول سريعة لإزالتها قبل مجيء وقت تتفاقم فيه الأمور بالمنطقة، ولا تنفع إعادة التخطيط لها. وأوضح ساكنو العكيشية في خطاباتهم أنهم تقدموا إلى جهات حكومية مسؤولة عدة، وعلى رأسها أمانة العاصمة المقدسة؛ حيث إنها الجهة المعنية بالأمر، طلبوا فيها وقف تلك التجاوزات، لكنها لم يتم إزالتها؛ ما ألجأهم إلى مخاطبة جمعية حقوق الإنسان؛ لوضع الحلول الناجعة في هذه التجاوزات. وأكدوا أن التجاوزات تتمحور في نقاط عدة، أهمها: أن منطقة العكيشية أصبحت من الأحياء العشوائية في مكةالمكرمة، بالرغم من أن الحي جديد، وعمره سنوات قليلة، لا تتجاوز خمس سنوات. مرجعين السبب الرئيسي في ذلك إلى تعديات ضعاف النفوس على الأراضي الحكومية، وبيعهم إياها لمخالفي ومتخلفي أنظمة الإقامة، الذين قاموا بالبناء العشوائي عليها. وأوضحوا أن عدد هذه التعديات زاد خلال الأشهر الستة الماضية، التي شهدت إنشاء ما يزيد على مائتي منزل مبنية بالأسمنت المسلح، على علم ومرأى من مسؤولي بلدية الشوقية، وقصد المتخلفون والمخالفون المنطقة التي ستكون بديلاً عن جبل غراب وحارة بكر والنكاسة والزمردة والزهور، الجاري إزالتها وإقامة مشاريع فيها. وأضاف المشتكون في خطابهم بأنهم نتيجة لهذا التعدي العمراني العشوائي يعانون مشكلة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي نتيجة الأحمال المتزايدة على الكهرباء من خلال العداد الواحد الذي يخدم أربعة منازل وأكثر عبر توصيلات غير نظامية وخطيرة، يوصلها المخالفون والعمالة السائبة. وأشار المشتكون في شكواهم إلى سوء النظافة وكثرة وجود البعوض والدخان المنبعث من حرق الكيابل لاستخراج النحاس منها، وحرق النفايات. مضيفين بأن بالمنطقة خلاطات للخرسانة الجاهزة، التي تخلف غباراً وأتربة ومواد سامة تُخلط مع الأسمنت، إضافة إلى الأصوات المزعجة الصادرة من محركات توليد الطاقة الكهربائية لها. وذكروا أن مخططاً عشوائياً بُني على سفوح الجبال بالعكيشية وسط صمت الجهات المسؤولة التي تغض الطرف عن الأجنبي، وتشاهد هذه التعديات من على بُعد كيلومترات عدة، بينما تهدم أي طوبة يبنيها السعودي. وتساءل المشتكون: "هل يُعقل أن مراقبي البلدية ومسؤوليها لم يروا هذه التعديات ولم يروا عشرات المساكن والأحواش حتى كاد ذلك المخطط يصل فوق أحد المنازل النظامية لولا تهديد صاحب المنزل لمسؤولي البلدية ورفع الأمر إلى ولاة الأمر؟!". وتُعِدّ جمعية حقوق الإنسان مذكّرة بما تمت مشاهدته لرفعها إلى الجهات المختصة والمسؤولة؛ للعمل على إزالة التعديات، ومنع تكرارها.