وجّه إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير، في خطبة الجمعة، اليوم، نداءً إلى الأمة بوجوب نصرة المظلومين والمستضعفين، مبيناً أنّ ما نزل بالمسلمين من القتل والقمع والتعذيب والتنكيل بالضّعفة والعزّل والأبرياء والرضَّع والأطفال والشيوخ والنساء، وحشيةٌ لا يجترئُ عليها إلا عديم الرحمة وفاقد العقل. وقال إنّ هذه الأحداث ما هي إلا محنٌ يمتحن الله بها القلوب ليعلم مَن يقف مع المظلوم في وجه الظالم وينصر الحق في وجه الباطل. وذكر الشيخ البدير في خطبة الجمعة، أن ما أصاب المسلمين في سوريا وليبيا واليمن في زمن الخطوب الكبار، والشدائد والأخطار، يُوجِبُ التذكيرَ بحقيقةٍ ساطعةٍ في الدِّين وهي وجوبُ التناصر بين المسلمين ومؤازرة المظلومين والنصفة للمستضعفين، ومتى استجار المسلم بأخيه المسلم ونزل بباحته واستنصره وُجبت نصرتهُ ولزمت إعانتهُ، حتى يقوى ظهرهُ، ويشتدّ أزرهُ، ويندحر عدوهُ، فمتى تحقّقت القوة والقدرة وجبت النصرة، مستدلا بالآية الكريمة: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). وقال البدير: ومتى تنازع المسلمون، وتخاذلوا، وتواهموا، وتفاشلوا، وصار لكلِّ واحدٍ منهم شأن يُغنيه، فرّق العدو شملَهم، وتسلط عليهم واستباح ديارَهم، والمسلم يقاسم أخوه الهموم والمكاره ويشاركه محنته، لا يخونه ولا يسلمه، ولا يتركه ولا يخذله، بل ينصره ويحوطه، ذاكراً حديثَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ عِرْضُهُ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَتُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ). ومضى قائلا إن الأحداث المتلاحقة والوقائع المتوالية التي نزلت بأرض الإسلام وشاهد العالم من خلالها كيف استهدفت آلةُ الحرب والقتل والقمع والتعذيب والتنكيل الضّعفة والعزّل والأبرياء والرضَّع والأطفال والشيوخ والنساء في صورٍ من الوحشية لا يجترئ عليها إلا عديمُ الرحمة وفاقدُ العقل. إن تلك الأحداث تستوجب اليقظة والاعتبار وما هي الا محنٌ تُمتَحنٌ بها القلوبُ ليعلمَ اللهُ مَن يقف مع المظلوم في وجه الظالم، وينصر الحق في وجه الباطل، ويدفع بالسُّنة في وجه البدعة. وختم البدير خطبته قائلا:"مهما بلغت قوة الظلوم وضعف الظلوم، فإن الظالم مقهورٌ وأقرب الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذ السهام دعوة المظلوم، يرفعها الحقُّ القيوم فوق الغيوم، الظلم لا يدوم، وللمظلوم الانتصار، وللظالم الفاجر الصغار والخسار.