انتقد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب أدعياء السلفية الجهلة الذين تعددت مرجعياتهم، ورفعوا شعارات متعددة بعيدة عن منهج الإسلام الصحيح، حتى أصبحت السلفية بأفعالهم وشعاراتهم سبة وجريمة تلاحق أتباعها، موصومة بالإرهاب والتطرف بسبب أفكار بعض منتسبيها. وبين في خطبة الجمعة أن الأعداء قد أدركوا حقيقة بعد الناس عن دينهم، وكثرة المرجعيات فيهم، سعى لفصل خلف هذه الأمة عن سلفها، وإيغار قلوب متأخريهم على متقدميهم، وتشويه سيرهم وتواريخهم. وقال آل طالب: ولأن الأمم تؤتي في الغالب من جهل أبنائها، فقد أكمل بعض من نحسن بهم الظن من جهلة الأمة مشروع عدوهم، فانتسبوا للسلف وتسموا باسمهم، فأنشأوا جماعات ومنظمات، اختطفت ذلك الاسم الشريف واستأثرت به، ثم ارتكبت باسمه انحرافات وافتعلت خصومات ولم يفوت عدوهم تلك الفرصة فدفع بعملائه ليركبوا معهم الموجة، ويوسع الهوة بالانتساب للسلف الصالحين، فنصبوا أنفسهم ممثلين للسلفية، فحمل خطأهم على صوابها، وغلوهم على وسطيتها واعتدالها، حتى عاد الإسلام يحارب باسم السلفية، وصار الإعلام يصف المتطرفين والإرهابيين بأنهم سلفيون، ووصفت عودة الأمة لدينها الصحيح بالسلفية المتطرفة تنفيرا وتشويها للتدين، وأصبحت السلفية سبة وجريمة تلاحق أربابها، ويتبرأ منها أصحابها الذين هم أصحابها. كما وجّه إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير، في خطبة الجمعة، نداءً إلى الأمة بوجوب نصرة المظلومين والمستضعفين، مبيناً أنّ ما نزل بالمسلمين من القتل والقمع والتعذيب والتنكيل بالضّعفة والعزّل والأبرياء والرضَّع والأطفال والشيوخ والنساء، وحشيةٌ لا يجترئُ عليها إلا عديم الرحمة وفاقد العقل. وقال إنّ هذه الأحداث ما هي إلا محنٌ يمتحن الله بها القلوب ليعلم مَن يقف مع المظلوم في وجه الظالم وينصر الحق في وجه الباطل. ومضى قائلا إن الأحداث المتلاحقة والوقائع المتوالية التي نزلت بأرض الإسلام وشاهد العالم من خلالها كيف استهدفت آلةُ الحرب والقتل والقمع والتعذيب والتنكيل الضّعفة والعزّل والأبرياء والرضَّع والأطفال والشيوخ والنساء في صورٍ من الوحشية لا يجترئ عليها إلا عديمُ الرحمة وفاقدُ العقل. إن تلك الأحداث تستوجب اليقظة والاعتبار وما هي الا محنٌ تُمتَحنٌ بها القلوبُ ليعلمَ اللهُ مَن يقف مع المظلوم في وجه الظالم.