تفاعل عدد من المواطنين والمقيمين مع نداءات التبرّع بالدم من جميع الفصائل لدى مستشفيات عسير، بعد الحادثة الإرهابية التي قام بها انتحاري داخل مسجد قوات الطوارئ في المنطقة أول من أمس، فيما أعلنت المديرية العامة لصحة منطقة عسير نقلها ثمانية مصابين إلى الرياض لحاجتهم إلى مزيد من العناية والمتابعة الطبيّة. وأوضح المتحدث الإعلامي لصحة عسير سعيد النقير، أن مصابي حادثة تفجير مسجد إدارة الطوارئ بمنطقة عسير يتلقون العناية الطبية الكاملة في مستشفى عسير المركزي ومستشفى أبها العام والمستشفى الألماني. وأضاف: «تم نقل ثمانية مصابين بواسطة طائرة الإخلاء الطبي إلى الرياض لتلقي مزيد من العناية الصحية، بينما لاتزال خمس حالات تتلقى الخدمة الصحية بمستشفى عسير المركزي في قسم الجراحة العامة، وهناك عدد من المصابين تلقوا العلاج اللازم وخرجوا مساء أول من أمس، وكذلك أمس». فيما تداولت عدد من المعرفات في مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً للمصاحف وهي مختلطة بدماء شهداء الوطن، ونقل الحساب الرسمي للأمن العام على «تويتر» صوراً لمسجد الطوارئ وعلّق: «الصورتان من مسجد قوات الطوارئ بعسير، إذ لطخت يد الإرهاب والإجرام كتاب الله بدماء حماة الدين والعقيدة والوطن». وأوضح إمام مسجد قوات الطوارئ الخاصة العريف عبدالله الشهراني (في حديث لقناة الإخبارية السعودية أمس)، أن الانتحاري قام بتفجير نفسه أثناء سجودهم في الركعة الأخيرة من صلاة الظهر، مبيناً أن الطاقة الاستيعابية للمسجد تصل إلى 1000 مصلٍ، فيما لم يتجاوز عدد المصلين في ذلك الوقت 200 مصلٍ. وأشار إلى أن المصاحف في المسجد اختلطت بدماء الشهداء من جنود الوطن، مضيفاً: «ذلك الإرهابي لم يراعِ حرمة بيتٍ من بيوت الله، إذ نفّذ جريمته في مسجد يضم عشرات المصلين، ولم نتمكن من إتمام الصلاة، إذ توقفنا في الركعة الأخيرة أثناء السجود». وأكّد الشهراني أن المسجد مكان للعبادة وله حرمته، ولا يجوز فيه قتل النفس التي حرّم الله، أو سفك دماء المسلمين، مشدداً على أن هذا التفجير الإرهابي الآثم لن يزيدهم إلا إصراراً على المضي في اجتثاث هذا الفكر المتطرف. وقال إمام مسجد قوات الطوارئ: «الإسلام بريء من هذا النهج المتطرف، ولا يمت هذا الفعل للإسلام والمسلمين بصلة»، مشدداً على أن هذا الفكر ليس له أية علاقة بالسعودية وأنه قليل ومحصور في فئة متطرفة، وأن العمل على اجتثاثه متواصل. يذكر أن منطقة عسير شهدت الخميس الماضي قيام أحد المنتسبين للفكر المتطرف بتفجير نفسه في مسجد بمقر قوات الطوارئ الخاصة، وأعلن تنظيم «داعش» تبنيه لهذه العملية، التي خلفت 15 شهيداً، وعدداً من المصابين، غالبيتهم من أفراد قوات الطوارئ الخاصة.