احتفلت منسوبات وسجينات القسم النسائي بسجن أبها العام أمس بالإفراج عن السجينة قذلة حوبان، التي اتُّهمت بقتل زوجها قبل سنوات بعد إطلاق النار عليه من بندقية بوادي مربة، إحدى قرى تهامة، ودخلت سجن أبها العام تاركة ثمانية من الأبناء والبنات في ظروف صعبة، حيث كانت "سبق" قد تابعت ملابسات القضية حينها. وقالت قذلة في اتصال هاتفي مع "سبق" إنها لم تتوقع في يوم من الأيام أن تكون قاتلة، لكن الأقدار تحكم أحياناً على الإنسان بما لا يتخيله، مبينة أن ما حدث كان بتأثير الغضب والخلافات التي حدثت مع زوجها، ومؤكدة ندمها وحزنها لما حدث، وتوبتها النصوح إلى الله. وأشارت بأن أول ما تفكر فيه عند خروجها من السجن هو أن تعود لأطفالها، وأن تعمل على رعايتهم والاهتمام بهم، وتعويضهم عن سنوات الحرمان التي عاشوها بعيداً عنها، مقدمة شكرها لمنسوبات سجن أبها، وعلى رأسهن مديرة السجن نايلة عسير، وكذلك لكل من سعى في العفو عنها، وبخاصة لجنة أسر السجناء والمفرج عنهم، وجمعية الجنوب النسائية الخيرية، التي تكفلت بسداد الدية البالغة 110 آلالف ريال، دُفعت لأهل الزوج. وأضافت "حرمت طوال هذه السنوات من حياتي الطبيعية كأي أم يمكن أن تعيش مع أبنائها، ولكني تعلمت من هذه التجربة الكثير، فحفظت القرآن، وتعلمت الكتابة والخياطة، وكانت رفقة ابني الصغير "نايف" معي بالسجن خير معين لي على تحمل هذه المصيبة". وقالت "اليوم خرجت من السجن وأنا متجهة إلى مكان وجود أولادي، وقد وعدتني الأمينة العامة لجمعية الجنوب الخيرية بتوفير مسكن لي ولأولادي، وهذا ما أريده من هذه الدنيا". وتوجهت قذلة بالشكر للجنة أسر السجناء والمفرج عنهم، ولجمعية الجنوب النسائية الخيرية، مضيفة "سأعمل كل جهدي كي أعوض أهلي وأولادي وأهل زوجي عما حدث، فندمي لا يوازيه ندم، ولكن الأقدار كانت أقوى مني". ومن ناحيتها، أوضحت الأمينة العامة لجمعية الجنوب الخيرية النسائية، ورئيسة اللجنة النسائية بلجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم بأبها، منى البريك، أن تبرع الجمعية بمبلغ 50 ألف ريال للعفو عن قذلة جاء من منطلق سعي الجمعية لدعم السجينات السعوديات والإفراج عنهن. وأضافت البريك أن الجمعية ستعمل على دعم السجينة بعد خروجها من السجن بتوفير السكن وتأثيثه، وتوفير فرصة الحياة الكريمة لها، وذلك بتوجيهات من رئيسة الجمعية الأميرة نورة بنت محمد، التي وجّهت بدعم المرأة في منطقة عسير ومساندتها وحل مشكلاتها. ومن ناحية أخرى، أوضح رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم في منطقة عسير "تراحم"، المهندس سعد المبطي، أنه تم تسليم شيك مبلغ الدية للقاضي المعني بالقضية، وهو مبلغ 110 آلاف ريال، وبناء عليه تم الإفراج عنها، لافتاً أن اللجنة تستعد لدعم المرأة بعد خروجها من السجن بتوفير سكن مناسب لها ولأبنائها الثمانية وتأثيثه، وتوفير حياة كريمة لها. ومن جهتها أبانت مديرة القسم النسائي بسجن أبها العام أن السجينة قضت محكوميتها في حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة، ورعاية ابنها الصغير، إضافة إلى قيام مسؤولات السجن بتأهيلها دينياً واجتماعياً وفكرياً للعودة إلى أسرتها وتربية أبنائها. وبدوره قال المتحدث الرسمي لسجون منطقة عسير، جمعان أبو عبشة، إن إدارة السجون ممثلة بالقسم النسائي لا تألو جهداً في دعم أي سجينة ومساندتها معنوياً واجتماعياً ونفسياً ومادياً، مشدداً على دور لجنة "تراحم"، وجمعية الجنوب النسائية الخيرية في الإفراج عن السجينة.