في ظل الترقب والحذر لبزوغ شمس أعضاء المجالس البلدية في المحافظات والمدن والمراكز والقرى بتهامة عسير، أجرت "سبق" حوارات مع مجموعة من المواطنين في محافظات تهامة عسير عن جدوى الانتخابات البلدية وعن كيفية اختيار المرشح والبرامج الانتخابية. يقول حسن محمد بلقاسم البارقي: "المجالس البلدية السابقة لم تحقق آمال وتطلعات المواطنين وهنالك العديد من التحزبات القبلية لم تُلق بالاً ولم تفكر مجرد التفكير في المردود الإيجابي للمنتخبين ولا يهمهم من كان مؤهلاً أو غير مؤهل وإنما من يحمل صوت القبيلة فقط، علماً أن هناك كوادر مؤهلة تأهيلاً علمياً ولديهم القدرة على ترجمة ما يعانيه المواطن وإيصال صوته". وأضاف: "هناك وجود للشباب الطموح داخل أروقة البلدية ولكن لا يؤخذ برأيهم فالقرار الأول والأخير بيد رئيس البلدية وحضورهم للاجتماعات لمجرد التوقيع على محضر الاجتماع، وأرى ضرورة المشاركة في الحوار من قبل فئات وشرائح المجتمع أثناء جلسات المجالس البلدية ". فيما يقول محمد عمر الشهري من محافظة المجاردة: "بالنسبة للتكتلات القبلية في الانتخابات البلدية فهذا أمر مفروغ منه على الرغم من التصريح الذي أدلى به وزير الشئون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب على أن لائحة الانتخابات تحظر استخدام التدين والقبيلة كورقة ضغط لحشد تأييد الناخبين إلا أن ذلك لم يكن رادعاُ في تجييش أفراد القبيلة نحو دوائر الانتخاب بعيداً عن المؤهلات أو الخبرات، وهذه ثقافة انتخابية اعتدنا عليها منذ الدورة الأولى للمجالس البلدية". وأضاف: "لا يمكن الإفلات منها والتنصل من بوتقتها إلا عن طريق التوعية الإعلامية المكثفة قبل بدء الانتخابات بوقت كاف ليمارس المواطنون خلالها عملية اقتراع حرة نزيهة، ومن الصدف أنني وجدت بعض كبار السن والشيوخ لا يقرءون ولا يجيدون الكتابة، جاءوا إلى مراكز الاقتراع يحملون أرقاماً لمرشحين يطالبون بالتصويت لهم غير مكترثين بمؤهلات وخبرات هذه الأسماء عبر ما اتفقوا على تسميتها بالقوائم الذهبية لأنهم من القبيلة أو الجماعة". وشدد الشهري على ضرورة تواجد لجنة الطعون والتظلمات في المراكز لضمان عدم وجود التجاوزات. في المقابل، لفت عبد الله علي عسيري من محافظة محايل عسير من خلال ملاحظته الشخصية للانتخابات البلدية بمحايل عسير، إلى أن الطابع القبلي هو الأكثر تسييراً للأمور الانتخابية خاصة أن معظم المرشحين ينتمون لقبائل معروفة في المحافظة ونسبة كبير منهم من الرؤساء، قائلاً: إن أغلب أصوات أبناء العشائر ذهبت لمرشحهم القبلي، فيما أشار المواطن محمد حسن الشهري إلى أن الانتخابات البلدية في مركز ثربان تحولت إلى تكتلات قبلية يسيطر عليها مشايخ القبائل الذين ألزموا الناخبين بالتصويت لهم فقط، الأمر الذي أصاب بقية المرشحين بالإحباط، فيما تعالت أصوات المواطنين بالمطالبة بوجود لجنة الطعون والتظلمات بمركز ثربان الانتخابي. وأوضح المواطن ناصر محمد البارقي أن التكتلات التي يتزعمها مشايخ القبائل ستحرم الأجدر من المرشحين، كما أوضح أن الصوت أمانة لدى المواطن إذا فقدت هذه الأمانة فقدت الانتخابات نزاهتها ومصداقيتها.