أجرت "منظمة الأممالمتحدة للطفولة: يونيسيف" في المملكة المتحدة و"بيرسون"، عملاق قطاع التعليم دولياً؛ سلسلة من المحادثات بمشاركة خبراء وقادة الفكر والمبدعين من مجموعة واسعة من الصناعات والدول تحت عنوان: "محادثات تنشيط الإبداع"؛ بغرض دراسة كيفية تسخير التقنيات والمنتجات والشركات في معالجة القضايا الرئيسة التي تواجه الأطفال الأكثر ضعفاً وتهميشاً في العالم. وتعد هذه المحادثات ذات أهمية بالغة لمنطقة الشرق الأوسط؛ حيث أكد تقرير منظمة "اليونيسيف" في 2014؛ أن المتخلفين عن الذهاب إلى المدرسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبلغ "4.3" ملايين طفل بعمر التعليم الأساسي و"2.9" مليون طفل بعمر التعليم الإعدادي؛ لا يذهبون إلى المدرسة، وإذا ما تم حساب الأطفال أيضاً في عمر السنة التي تسبق التعليم الابتدائي التي تعد السنة التأسيسية لتعليم الطفل، فسيكون إجمالي عدد الطلاب الذين لا يذهبون إلى المدرسة حوالي "12.3" مليون طفل في 20 دولة في المنطقة.
وأوضح المدير الإقليمي ل"بيرسون" في الشرق الأوسط "كريم داود"؛ أن "محادثات تنشيط الإبداع" من شأنها أن تسلط الضوء على الأطفال المهمشين في المنطقة، وذلك بجعل حلول التعليم الإبداعية أكثر توفراً.
وأضاف "داود" أن الجمع بين مهنيي التطوير والمبدعين والشركات لمعالجة هذه المسألة؛ سيكون له تأثير حقيقي على المجتمعات الأقل وصولاً إلى وسائل تعليم فاعلة، وتأمل "بيرسون" بالتعاون مع "اليونيسيف" في المملكة المتحدة أن تتخطى التحديات الثقافية وقضايا وسائل النقل والتكلفة والقيام بشراكات وحلول جديدة تسهم في التصدي لهذه التحديات الهامة في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم".
وقد تم إجراء جلسة الحوار الأولى بين المؤسستين مؤخراً بعنوان: "مستقبل التعليم". وركزت الجلسة على التحديات التي تواجه المتعلمين الأصغر سناً في العالم؛ حيث تشير الإحصائيات إلى أن هناك حوالي "250" مليوناً منهم لا يعرفون القراءة والكتابة.
وأوضحت رئيسة قطاع الإستراتيجية والابتكار في "اليونيسيف" بالمملكة المتحدة "كاثرين كريسب"؛ أنه منذ 10 أعوام لم يكن أحد يعمل في قطاع التطوير يتصور أن يتم استخدام الهواتف المحمولة لجمع المعلومات مباشرة، أما اليوم فإن "اليونيسيف" تستخدم هذه التكنولوجيا لإحصاء كل المواليد الجدد في نيجيريا، وتتبع اللوازم التعليمية في أوغندا وتتعامل مع أكثر من 800 ألف شاب على الصعيد العالمي عبر تقنية "يو ريبورت". ومع ذلك، فهذه ليست سوى البداية من خلال هذه السلسلة من المحادثات؛ لأننا نسعى لتعزيز الحوار واستكشاف التحديات وتبادل المناهج المختلفة والتعاون مع أشخاص جدد، بغرض بناء مستقبل أفضل للأطفال".
بدورها قالت نائبة الرئيس لقطاع الاستدامة والابتكار الاجتماعي في بيرسون "أماندا جاردنر": "هناك أكثر من 58 مليون طفل خارج المدرسة على الصعيد العالمي، و250 مليوناً لا يمتلكون المهارات الأساسية، وإن هؤلاء الأطفال معرضون للخطر وهم بحاجة إلى المساعدة في الحصول على التعليم الذي يستحقونه وإحراز تقدم في حياتهم. ونحن سعداء بالعمل مع "اليونيسيف" في المملكة المتحدة في سلسلة محادثات تنشيط الإبداع، ونهدف من هذا التعاون إلى ابتكار حلول تساعد في التصدي للتحديات التي تؤثر على الأطفال الأكثر تهميشاً في جميع أنحاء العالم".