تفاجأ أهالي أحد المساجد الواقعة بحي المعيصم عندما قدموا لأداء صلاة الظهر بسقوط منارة المسجد وهدم أجزاء منه داخله وتساقط أدراج المصاحف على الأرض، في عمل استهجنه أهالي الحي، لم يراع فيه حرمة المكان ولا الزمان. "سبق" تواجدت في الموقع، ورصدت انطباع أهالي الحي والمارة من هول الموقف، والذي أزال المسجد فقط دون أن يمس غيره من المواقع الأخرى.
وقال نيابة عن جماعة المسجد، أبو حازم المطرفي: "المسجد يقع ضمن مشروع الدائري الرابع كغيره من المواقع الأخرى، والتي من المقرر إزالتها لصالح المشروع، وطلبنا من الجهة المعنية تأخير الإزالة لحين الانتهاء من شهر رمضان الكريم، لاسيما ونحن نصلي فيه التراويح، وقد شيد من أهالي الخير والمحسنين".
وتابع أن "الجهة التي تولت الإزالة لم تراع حرمة المسجد، أو كأقل تقدير تتأكد مما يوجد داخله من مصاحف كريمة وسقيا ماء سبيل وبرادات للمحسنين، إذ دكت الموقع ونثرت المصاحف على الأرض وقد غطتها الأتربة والغبار، ونحمد الله أن أحدا لم يكن ساعتها في المسجد عند الإزالة".
وأضاف أن "المهندس المشرف على الإزالة أبلغنا قبل شهر بالإزالة، ولكن لم يسعفا الوقت لدخول شهر رمضان المبارك، كما أني تحدثت مع المهندس المختص، وطلبت منه إمهالنا حتى نصلي صلاة التراويح، وسوف نتولى إخراج المصاحف وباقي الأغراض منه بعد الشهر الكريم، وأفاد المهندس بقوله: يصير خير".
وأشار المطرفي إلى أن "موقع المسجد في آخر المواقع المقرر إزالتها، حيث توجد مبان وعمائر قبل المسجد لم يتم إزالتها، وما حدث هو عملية استفزاز من قبل القائمين على الإزالات".
وأكّد على لسان أهالي الحي أنهم يطالبون بالتحقيق في هذه الواقعة، وألا تمر دون محاسبة المشرف على تنفيذها.
وأضاف المطرفي: "نحن هنا نستنكر ما فعلته اللجنة، والذي صار لا يرضي الجاهل قبل العاقل بأن تنتهك بيوت الله، ولا يرضى من كان في قلبه ذرة من إيمان أن يغطي التراب والغبار والخرسانات كتاب الله، فيجب محاسبة المتجاوزين، ونقول: اتقوا الله، فأمامك بيت الله، وفيه يرفع الأذان، ويذكر فيه اسمه".
من جانبه، أوضح مصدر بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أنه يجب التنسيق مع الشؤون الإسلامية قبل أي إزالة للمساجد لمنع تعرض المصاحف للغبار أو التمزيق، مع ضرورة وجود مندوب للأوقاف عند عملية الهدم أو الإزالة، كذلك عند إنشاء أي مسجد يجب أن يكون وفق معايير ومواصفات تواكب النهضة العمرانية الحضارية، مبينا أنه يجب إعداد ضوابط عالية الدقة تضمن الجودة والنوعية والخدمات المصاحبة للمساجد.