يعتبر حي العنود الواجهة الرئيسية للقادمين إلى محافظة الطائف من جهة الجنوب، ويمتاز بموقعه الجيد، ويبلغ عدد سكانه حوالي 5000، ويتجاوز عمر الحي ثلاثين عاماً. ورغم الموقع المميز للحي إلا أنه يعاني من إهمال منقطع النظير من قبل "الأمانة وشركة المياه"، فقد تجولت "سبق" بعدستها داخل الحي، ورصدت الواقع المؤلم الذي يزعج ساكنيه، ويقلق راحتهم.
فقد رصدت "سبق" الإهمال في الخدمات، وعدم استكمال مشاريع السفلتة، حيث لا تزال بعض المنازل يتم الوصول إليها عبر طرق ترابية رغم أن الحي من الأحياء القديمة في المحافظة، ويتجاوز عمره ثلاثين عاماً، في حين أن بعض القرى وصلتها خدمات السفلتة وبقيَ هذا الحي على وضعه دون تلك الخدمات.
ويعاني الحي من عدم استكمال مشاريع الترصيف، حيث تم حفر وتجريف مكان الأرصفة وتركها دون رصف في منظرٍ يشوه الشوارع، تسبب في وجود بيارات مفتوحة تمثل خطراً على المارة خصوصاً الأطفال، بعد أن تم فتحها من الشركة المتعهدة بمشروع السفلتة، ورغم كثرة المطالبات إلا أن الشركة غير مبالية بأحد، وأهل الحي بانتظار فاجعة سقوط أحد أطفال الحي، كذلك التأثير على المحلات التجارية وأصحابها حيث أغلقت مجموعة من المحلات بسبب وضع الأرصفة في الحي والخسارة التي لحقت بهم، واضطرار أصحاب المنازل للوقوف من بعد الأرصفة المخصصة للسيارات مما تسبب في وجود ازدحام وخصوصاً أوقات الذروة.
إضافة إلى الإهمال الواضح في النظافة مع نقص في صناديق النفايات، حيث تنتشر أكياس النفايات في الطرقات دون مبالاة من شركة النظافة، بل أصبح عامل النظافة ينتظر مبلغاً لتنظيف الأوساخ من أمام بيت المواطن، الأمر الذي زاد من انبعاث الروائح وانتشار البعوض، كذلك إغلاق مدخل الحي وعدم وجود إشارة أو دوار ما يضطر السكان لقطع عدة كيلومترات للخروج من الحي أو للدخول إليه.
ويعاني الحي من تأخر مشاريع المياه، والصرف الصحي، وعدم وجود شبكة للصرف الصحي لأصحاب البيوت الكائنة غرب الحي في مخالفة صريحة للعقد الذي تم تنفيذ جزء منه وترك جزء آخر دون التفات.
وناشد أهالي وسكان حي العنود بالطائف أمير المنطقة مستشار خادم الحرمين الأمير خالد الفيصل، بتشكيل لجنة عاجلة لإنهاء معاناة أهالي الحي، وقالوا: نحن على استعداد لمقابلته وشرح معاناتنا اللامنتهية.
وكان أمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج، التقى في جمادى الثاني العام الماضي، عدداً من أهالي حي العنود بالمحافظة الذين نوهوا بالجهود البلدية المبذولة للتسهيل على الأهالي وراحتهم، معبرين عن شكرهم لأمين الطائف وكافة العاملين بالأمانة على ما تم تخصيصه من مبالغ لتنفيذ المشروعات التطويرية بالحي، ومنها مشروع درء أخطار السيول الجاري تنفيذه، وأكد "المخرج" أن الأمانة والمجلس البلدي والمواطن شركاء في عملية التنمية، لأن الجهود لا بد أن تكون تكاملية حتى تتحقق الأهداف المنشودة، مشيداً بوعي الأهالي وتجاوبهم مع الجهود المبذولة لتطوير الحي أسوة بباقي أحياء المحافظة، ودعمه بالخدمات والمرافق المختلفة، مهيباً بالمواطنين بمشاركة الأمانة من خلال الصبر على تنفيذ المشروعات، حيث إن فترات التنفيذ الحالية مؤقتة لحين اكتمال المشروعات وإنجازها، بما يساهم في إحداث نقلة مهمة في مستوى الخدمات البلدية المقدمة للأهالي والزوار والمصطافين على السواء.
إلا أن الحي توقفت وتعثرت مشاريعه، وباتَ مقلقاً لدى ساكنيه الذين يتذمرون بشكل يومي من ذلك الإهمال، وأن الوعود سرعان ما تبخرت.