يُصاب الكثير من الأشخاص خلال شهر رمضان المبارك بنوبات صداع شديدة، وبيّن المتخصصون أن الصداع في رمضان يقسم إلى نوعين، الأول صداع قبل الإفطار والثاني صداع بعد الإفطار. وكشف استشاري طب الأسرة الدكتور عبدالعزيز العجاجي ل"سبق" عن أهم مسببات صداع قبل الإفطار بقوله: إنه مع بدء شهر رمضان المبارك في الأيام الأولى وخاصة مع فصل الصيف وحرارة الجو وطول ساعات الصيام يعاني بعض الصائمين من نوبات الصداع والإرهاق الشديد والتي من أهم أسبابها هو نقصان نسبة الجلوكوز في الدم التي تحتاجها خلايا المخ، بالإضافة لنسبة الأوكسجين التي لم يتعود عليها الجسم قبل رمضان ، كذلك نقص السوائل في الجسم خاصة "وقت العصر".
وقال: "للإجهاد والعمل بنهار رمضان والتوتر نتيجة تغيير مواعيد النوم ونقص السوائل في الجسم تعتبر من محفزات الإصابة بهذا النوع من الصداع في نهار رمضان قبل الإفطار. كذلك يحصل للأشخاص المفرطين في تناول القهوة بأشكالها المتنوعه صداع عند بداية الصيام بسبب انخفاض نسبة الكافيين في الدم، فتحدث لهم أعراض النقص على شكل صداع وضعف التركيز والتوتر".
وأوضح "العجاجي" أن مسببات نوبات الصداع التي تحدث بعد تناول وجبة الإفطار تعود إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبشكل مفاجيء خلال الوجبة مما يؤدي إلى ضخ كميات كبيرة من الدم إلى الدماغ، ومسبباً التلبك المعوي.
وأضاف: "للأسف مع الليلة الأولى لرمضان يتغير نظامنا اليومي كمجتمع كامل إلى تغيير جذري من ناحية السهر وتقلبات في النوم واضطراب الساعة البيولوجية، كذلك تغير في مواعيد الأكل وتغير في نوعية الوجبات من حيث محتواها مع إهمال التوازن الغذائي فيها".
ويؤكد الدكتور عبدالعزيز على أن أفضل الطرق لتجنب بنوبات الصداع هي تجنب السهر ببداية الأيام وأخذ قسط كافٍ من النوم ما أمكن والعمل على ترتيب ساعات النوم تدريجياً لتجنب الإرهاق في نهار رمضان.
وأكد أهمية الحرص على تناول وجبة السحور وتأخيرها قدر الإمكان والحرص على أن تكون متوازنة من حيث المحتوى وخصوصاً الألياف الغذائية مثل الخضار أو الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان والبقوليات والتي تشعرك بالشبع لمدة طويلة وتحافظ على معدل السكر بالدم، والإكثار من شرب الماء والسوائل الأخرى بين وجبتي الفطور والسحور لتعويض النقص الحاصل في الجسم خلال ساعات الصيام.
وطالب "العجاجي" بتجنب تناول الطعام دفعة واحدة ومحاولة توزيع الوجبات ما بين وقت المغرب وبعد التروايح وتجنب الإكثار من الأكل وخصوصاً الوجبات الدسمة، مع الاعتدال في شرب المنبهات كالشاي القهوة والمشروبات الغازية حتى في الأيام القليله التي تسبق رمضان. ودعا إلى الحرص على عدم ممارسة الرياضة في أوقات النهار وتأجيلها الى ما قبل الإفطار بساعة أو ساعتين بعد الإفطار، كما يفضل مراجعة واستشارة الطبيب لمن يعاني من مرض الصداع المزمن مثل النصفي أو العنقودي أو مرضى ضغط الدم أو مشاكل بالرقبة.
وذكر الدكتور عبدالعزيز أن من أهم العادات الغذائية المنتشرة بشكل خاطئ خلال شهر رمضان المبارك عند غالبية الناس والتي يفضل الحرص على تجنبها كثيرة ومن أهمها: عدم شرب الماء والسوائل من بعد الإفطار إلى وقت السحور والإكثار من شرب العصائر والمشروبات المحتوية على نسبة عالية من السكريات، كذلك إهمال تناول الخضار الغنية بالألياف الغذائية والسلطات الطازجة والإقبال على الوجبات عالية الدهون والسعرات الحرارية مثل المقالي والحلويات والمعجنات والتي بدورها تسبب الشعور بالتعب والخمول خلال نهار رمضان وزيادة الوزن ومشاكل عسر الهضم.
وقال: "كذلك يجب التنبيه على السلوك الخاطئ عند بعض الأشخاص وهو التجويع الشديد خلال رمضان باعتبار شهر رمضان فرصة لإنقاص الوزن، ولكن ذلك قد يؤدي الى الإخلال بالتوازن الغذائي المطلوب والذي قد تؤدي إلى مشاكل فقر الدم والدوخة والخمول والصداع".
ودعا "الدكتور" الصائمين إلى الالتزام ببعض قواعد التغذية الصحية في شهر رمضان وعدم الإسراف في تناول الطعام والتنوع الغذائي مطلوب، والتخفيف من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول، والحد من تناول الحلويات والأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة.
كما يجب تناول الطعام ببطء لتجنب عسر الهضم وخصوصا في وجبة السحور، وتناول الوجبات الغنية بالألياف الغذائية، مع شرب الكثير من الماء خلال الفترة بين الإفطار وموعد النوم، وعدم تناول المنبهات في وجبة السحور لأنها مُدِرَّة للبول وبالتالي يمكن أن تسبب فقدان الأملاح المعدنية والماء الذي يحتاجه الجسم طوال اليوم.
ونصح "العجاجي" مرضى الأمراض المزمنة مثل أمراض السكري وأمراض القلب والكلى والكبد والمرأة الحامل المصابة بالسكري زيارة الطبيب المختص لمعرفة تفاصيل دقيقة عن حالتهم الصحية، ومدى ملاءمة الصيام لهم، ومعرفة مواعيد الأدوية خلال الشهر الفضيل وتحديد النظام الغذائي المناسب لحالتهم، بسبب طول عدد ساعات الصيام التي تصل لأكثر من 14 ساعة ودرجات الحرارة المرتفعة خلال النهار.