يتساءل الجميع: هل يكمل شعبان عدته ثلاثين يوماً أم يطل هلال رمضان يوم 29، ويكون غرة الشهر الكريم الأربعاء، وتتجه الأسئلة صوب الفلكيين والمترائين ويبدأ الجدال السنوي حول الأخذ بالرؤية الصحيحة المتوافقة مع المعايير العلمية بالحساب الفلكي، أم رؤية متناقضة معها. وعن المنطق الواقعي للطبيعة، قال الباحث الفلكي بقسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز ملهم بن محمد هندي: هلال رمضان هذا العام من الأهلة المولدة وغير الموجودة، فنرى أن هلال رمضان يولد يوم الثلاثاء في الساعة 5:05 مساءً بتوقيت مكةالمكرمة أي قبل أن تغرب الشمس على أي منطقة من مناطق المملكة، وبما أن الهلال "هلال يماني" أي جنوب الشمس فكلما اتجهنا نحو الغرب الجنوبي تأخر الهلال في الغروب أكثر، ورغم ولادة الهلال قبل غروب الشمس حتى ساعتين فإن الهلال سيغرب قبل الشمس على جميع مناطق السعودية، وبذلك يستحيل رؤية الهلال يوم الثلاثاء 29 شعبان.
وأضاف: حسب مؤتمر مكة عام 1433ه (المؤتمر العالمي لإثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي) بتنظيم من المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، والذي ترأسه مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، فقد تم الاتفاق على عدة معايير لقبول الرؤية في إثبات الشهور ومنها تقرر عدم الاكتفاء بموعد ولادة الهلال قبل غروب الشمس لقبول الرؤية كما كان سابقاً ولكن يشترط أن يكون الهلال موجوداً في الأفق بعد غروب الشمس لقبول الرؤية، وهذا المعمول به منذ انعقاد المؤتمر وهو ما يسير عليه تقويم أم القرى.
وتابع: نظراً ليوم الترائي يوم الثلاثاء 29 شعبان بغروب القمر قبل الشمس على جميع مناطق السعودية حسب الحسابات الفلكية بين 13 دقيقة في شرقها و9 دقائق في غربها، مما يعني استحالة رؤية الهلال، وبناءً على قرارات مؤتمر مكة سترد أي شهادة تتقدم للمحكمة، وبذلك يتم شعبان عدته ثلاثين يوماً بدون توقعات الهواة الذين أطلقوا توقعاتهم دون بيان أو توهمات الغير.
وقال: لا أجد حرجاً بالإعلان الرسمي من الجهات الرسمية بالدولة بغرة شهر مضان من الآن أنه يوم الخميس الموافق 18 يونيو، وذلك تيسيراً وتسهيلاً على الناس في ضبط مواعيدهم، بما أن الأمر محسوم بإكمال عدة شعبان.
وأشار هندي إلى حرص الفلكيين على شعيرة الترائي تأسياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إننا ندعم الترائي الصحيح الذي لا يخالف الحقائق العلمية المسلم بها بحدود القدرات البشرية، كما ننوه على استخدام بعض الجهات العلمية تقنيات حديثة لتصوير الهلال بعد لحظات من ولادته حتى قبل غروب الشمس، وحتى الآن لا يؤخذ بهذه الرؤية فالرؤية مشترطة أن تكون بالعين مباشرة أو بواسطة مقراب أو تليسكوب، فأتمنى ألا يشوش ذلك على الناس.