وصفت رائدات الأعمال في منطقة عسير، المعارض الداعمة لتسويق منتجاتهن، بأنها من أهم النوافذ الاستثمارية لتحقيق العوائد الاقتصادية، مؤكدات ضرورة دعم الجهات ذات العلاقة وتلاقيها في تنفيذ المعارض, والبرامج التسويقية, وإيجاد موقع إلكتروني يجمع هذه التوجهات الاستثمارية الجادة كافة التي حوّلت عديداً من السعوديات من الوقوف في طوابير انتظار الوظيفة إلى طريق الإبداع في تنفيذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ولخّصت شابات الأعمال بمنطقة عسير مطالبهن في مقترحات متعددة تهدف إلى تضافر الجهود, والاستفادة من الخبرات كافة, والتجارب العالمية في إيجاد برامج داعمة لهن.
وقالت شيمة علي القحطاني، مصمّمة عطور، إنها اتجهت إلى تنفيذ مشروع معمل عطور من منزلها وجهّزته بالمعدات, والأجهزة اللازمة لإنتاج العطور والمخلطات, وذلك بعد أن حصلت على دورات تدريبية في تصنيع العطور من المنزل, وإنها أصبحت تمتلك سمعة طيبة في سوق المبيعات العطرية.
وبيّنت أنها تطمح إلى فتح مصنع عطور كبير, مطالبة الجهات المختصّة وذات العلاقة في منطقة عسير بتوفير أكبر دعم لعمل المرأة من المنزل من خلال فتح مواقع إلكترونية تضم منتجات جميع رائدات الأعمال, والتسويق لهن بالوسائل الحديثة وإقامة المعارض الدائمة لعرض منتجاتهن, والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال.
وأكدت أن شابات الأعمال السعوديات لا ينقصهن الوعي ولا الخبرة, ولا التجربة وقد حفرن في الصخر لإثبات وجودهن, وتوفير مشاريعهن التي تستحق أن تسجل ماركات عالمية, التي تتطلب دراسات ولجانا تتابع هذه المشاريع كافة وتوثيقها في قاعدة بيانات وإيجاد السبل كافة لدعمها.
وأوضحت منسقة الحفلات نسيلة طالع الشهري، صاحبة مشروع توزيعات شادن، أن المرأة السعودية بدأت تلحق بركب سيدات الأعمال من صاحبات المشاريع الصغيرة والمتوسطة, وبدأت تستفيد من الخبرات في مجال العمل من المنزل، مبينة أن هناك إقبالاً كبيراً من الشابات السعوديات على تنسيق الحفلات؛ ما جعلهن يبتكرن أساليب جديدة في الضيافة بما يتطلبه السوق المحلي من توفير الذوق, والتجديد والابتكار في طريقة التقديم.
وتابعت، أن هذا العمل يمكن أن يشهد تطويراً كبيراً عند وجود الوسائل المناسبة وتوفير الدعم الكافي من قِبل الجهات المختصّة ورجال الأعمال.
وأضافت خلود الشهري، صاحبة مشروع خلود فوتو، وأسماء الشهراني، صاحبة مشروع "بوتيك عين لندن"، أن قناعات المرأة السعودية تغيَّرت واختلفت بفعل وجود دعمٍ من وسائل التواصل الاجتماعي, والانفتاح الإعلامي على العالم؛ ما جعل المرأة السعودية تفكر في اللحاق بركب شابات الأعمال في مختلف بقاع العالم وتعتمد على نفسها في صناعة مستقبلها وسخّرت لأجل ذلك السبل كافة من الاطلاع, والبحث والوعي والتواصل لتحقيق أهدافها في صناعة الذات في تحدٍّ مع الظروف وحالة تجاوز لطوابير انتظار الوظائف للدخول إلى عالم الأعمال عبر مشروعات انطلقت من المنازل بأفكار, وتجارب مختلفة, وأضفن أن قصص نجاح المرأة السعودية متعدّدة, ولكن لا يمكن أن تتمكّن من تطوير مشاريعها إلا بدعم الجهات ذات العلاقة ومن رجال وسيدات الأعمال في تنفيذ مشاريعهن أو التسويق لها, أو الدخول في معارض, وتجارب استثمارية ودعم التدريب, والدخول في مجالات جديدة تخدم سوق العمل والمجتمع المحلي.
من جهتها، أكّدت نائب أمين عام صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة وعضو مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية الدكتورة هناء الزهير، أن هناك خلطاً بين عمل المرأة عن بُعد, وعمل المرأة من المنزل، مبينة أن عمل المرأة من المنزل يعد تجربة عالمية تتم في أكبر دول العالم, وفق آلية معينة ونظام وتراخيص.
وأكّدت أن عمل المرأة من المنزل يعد من أفضل الأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة, ويتناسب مع طبيعتها، إضافة إلى إتاحة الفرصة لها للعمل وسط أسرتها وبين أولادها.
وشدّدت الزهير، على أهمية أن يكون هناك ترخيص لعمل المرأة من المنزل، على أن تخصّص ركناً محدّداً في منزلها لممارسة العمل.. مشدّدة على أن وجود الترخيص يحمي المرأة ويحمي المجتمع.
وقالت إن كثيراً من السيدات لا يعرفن مخاطر العمل من المنزل، خاصة عند عدم وعي المرأة بما تقوم به من عمل، وقالت: إنني أطالب وزارة العمل بالتفاعل مع الوزارات ذات العلاقة لتنظيم عمل المرأة من المنزل, ولاحظنا وجود هذا التنظيم في معظم دول العالم ودول الخليج، كما يجب أن تكون هناك متابعات من وزارة التجارة ومن الغرف التجارية.
وأشارت إلى أنه يمكن للمرأة صُنع الأغذية وبيع الملابس والإكسسوارات وعمل المأكولات.. فالعمل من المنزل يوفر على المرأة دفع تكاليف إيجار المشروع ويوفر عليها ما لا يقل عن 200 ألف ريال سنويا, ويرفع من مستوى الربح، ولكن لابد من تنظيم عمل المرأة في المنزل وتحديد موقع في المنزل لممارسة النشاط بما يتيح لفرق الرقابة الاطلاع على المشروع وتقييمه ومراقبته ومتابعة اشتراطات السلامة، ويسمح بدخول المراقبات، وأن يعامل معاملة المحل مع أهمية وجود رقابة من مؤسسات المجتمع المدني.
وقالت: إن مجلس شابات الأعمال قد شكّل فريقاً خاصاً لدراسة مشروع ترخيص العمل من المنزل، رغبة منه في المساهمة في إيجاد حل مستدام من شأنه أن يتطلع إلى استثمار الطاقات والكفاءات المهدرة وتحويلها لطاقات منتجة تشارك في تنمية الاقتصاد المحلي، وتسهم في نهضة المجتمع التي أكدت على الآثار الإيجابية للعمل من المنزل، والذي يعمل على إيجاد فرص عمل للشباب والشابات، وتفعيل دورهم في تنمية الاقتصاد المحلي.
واستغربت جوانب الدراسة التي قدّمها مجلس شابات أعمال المملكة التابع لصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة حول «مشروع مقترح لتنظيم العمل من المنزل في المملكة» إلى وزير التجارة والصناعة، التي تؤكد أن 21 % من السيدات العاملات من المنزل في المملكة يُعلنّ عن منتجاتهن من خلال برنامج "أنستجرام"، و17% عبر "تويتر"، و12% عبر "فيسبوك"، و10% من خلال المعارض والبازارات.
واستشهدت بتجربة العمل من المنزل في بعض الدول الكبرى، حيث تظهر الإحصاءات أن 72 % من الأعمال تبدأ من المنزل في أميركا وتديرها سيدات وتملكها، و52 % من المشروعات الصغيرة في الولايات الأميركية مشروعات قائمة من المنزل، وتبين أن 68% من ضمن مشروعات السيدات المؤسسة من المنزل في أميركا تستمر في العمل من المنزل بعد ثلاث سنوات ونصف، أما في بريطانيا 2.9 مليون مشروع عمل من المنزل تدر على الاقتصاد البريطاني 300 مليار جنيه إسترليني.
يُذكر أن غرفة أبها في طور الاستعدادات لتنظيم فعاليات معرض رائدات الأعمال "رام2" عسير بمشاركة أكثر من 250 رائدة أعمال في منطقة عسير خلال الفترة من 22 شعبان إلى 27 شعبان الحالي بمركز الأمير سلطان عسير الحضاري بخميس مشيط.