تصدرت العباءات النسائية المزركشة ذات الألوان الزاهية معروضات «ومكس 2010» الذي انطلق أمس بالرياض تحت شعار «نحو معارض عالمية احترافية» وبمشاركة نحو 249 شركة محلية وعالمية تنوعت منتجاتها ما بين صناعة الملابس النسائية والمجوهرات والعطورات والإكسسوارات ومواد التجميل والحلويات والمأكولات والأواني المنزلية فيما يتزامن عرض تلك العباءات الزاهية في وقت تنفذ فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حملة مكثفة على الأسواق والمحال النسائية بالرياض لمصادرة جميع العباءات النسائية «المطرزة» وتوقيع العاملين فيها على تعهدات خطيَّة بعدم بيع هذا النوع من العباءات مستقبلا بحجة مخالفتها لشرع الحنيف. وعلى الجانب الأخر فتح تنوع المنتجات النسائية بالمعرض ووجود إقبال كبير عليها في السوق السعودية شهية جهات التمويل لتوظيف جزء من سيولتها النقدية في مشروعات ذات مرود اقتصادي سريع. وكشف نائب الرئيس، رئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية بالبنك الأهلي التجاري محمود التركستاني عن استعداد البنك لتمويل المشاريع النسائية، وذكر أمام ضيوف المعرض الذي افتتحته الأميرة ريما بنت طلال بن عبدالعزيز وحضور عدد من الأميرات وسيدات الأعمال أن البنك يقدم تمويلا للشباب والشابات يبدأ من 100 ألف ويصل إلى مليوني ريال بشروط سهلة وميسرة، مشيرا إلى أن المشاريع المطروحة لخريجات برنامج الأهلي للمشاريع الصغيرة مميزة جدا، حيث يهدف من خلال برامجه المختلفة إلى تعميق فكر العمل الحر وتنمية الحس التجاري لدى شباب وشابات الأعمال. وقال التركستاني إن البنك يدعم كافة الأفكار الشابة التي تقود لمشاريع ناجحة كجزء من مسؤوليته الاجتماعية: «فعلى سبيل المثال، يتم تنظيم دورات «كيف تبدأ مشروعك الصغير» والتدرب على كيفية إعداد دراسة الجدوى والتعرف على طرق التمويل ومن ثم إعداد خطة عمل متكاملة لبدء وإطلاق المشروع، ويقدم دورات تدريبية للسيدات للراغبات في بدء مشاريعهن مثل دورة «كيف تبدأ عملك التجاري من المنزل» ودورة «كيف تطور مشروعك الصغير»، حيث تستطيع الخريجة من هذه الدورات التقدم بطلب للحصول على قرض حسن من البنك ليساعدها في تنفيذ مشروعها. وأشار إلى أن البنك الأهلي وفر من خلال رعايته لمعرض ومكس عشرة معارض لخريجات دورات المشاريع الصغيرة ممن لديهن مشاريع قائمة ومتميزة، كما خصص مبلغ عشرة ملايين ريال لتمويل المشاريع الصغيرة بالتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة وبشروط سهلة وميسرة ومن دون فوائد، وقال التركستاني «نعتقد أن المرأة السعودية مصدر حيوي في عملية التنمية الاقتصادية، ويجب تذليل كافة معوقات الاستثمار النسائي». وفي كلمتها خاطبت شابة الأعمال الدكتورة أمل باجري الشابات السعوديات «اصنعي إكسسواراتك علي ذوقك سيدتي» داعية إلى تفعيل آلية الاستثمار من المنزل، وقالت: «أرى أن تنتهز المرأة الأجواء التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين كي تخرج إلى سوق العمل كعاملة أو مستثمرة في ظل توافر القروض»، وعما ستقدمه من خلال ومكس قالت: «سأقوم بحملة تعريفية عن فوائد استخدام الفنون في العلاج، وأتوقع من الشركات والمؤسسات المشاركة في المعرض أن تدعم هذه المشاريع الصغيرة». وعن تجربتها الاستثمارية تقول رشا السويلم إحدى المشاركات في معرض المشاريع الصغيرة «لقد بدأت مشروعي قبل سنتين تقريبا، وهو أول مشروع استثماري لإحياء التراث السعودي من مشغولات يدوية من نحاس وخوص وأخشاب»، بينما أشارت سارة المطيري إحدى المشاركات في معرض المشاريع الصغيرة وهي خريجة قسم اللغة والأدب الإنجليزي وتعمل في مجال تنظيم وتجهيز الحفلات الخاصة بالعروس، وعن مدى قدرة المرأة السعودية على المشاركة في الأسواق الإقليمية والدولية: «طموح المرأة السعودية بلا حدود، وتم تجاوز معظم الصعوبات عدا مسألة الوكيل الشرعي، ونتمنى أن تكون هناك أقسام نسائية فاعلة في كل الدوائر الحكومية بكل المناطق»، وتتفق معها في نفس الرؤية سهى البدر إحدى المشاركات في معرض المشاريع الصغيرة. وأوضحت مديرة معرض ومكس ريم الحثلان أن «ومكس2010» يطرح عددا من المبادرات والفعاليات التي تقام في المعارض، ومن أهمها مبادرات المشاريع الصغيرة التي تتضمن معرضا للمشاريع الصغيرة ويقدم فيها جوائز نقدية تصل إلى 30 ألف ريال، كما تم تخصيص معرض مصاحب للفعاليات، وهو منصات مصغرة تتمكن من خلالها صاحبة المشروع أو الفكرة من تسويق أفكارها وإبداعها ومشروعها، وأوضحت أن المعرض يتضمن فعاليات ومبادرات متعددة منها معرض «المشاريع الصغيرة» المصاحب الذي يشمل أكثر من 54 جناحا تعرض به صاحبات الأفكار والمشاريع الصغيرة، إضافة إلى مرسم الفن التشكيلي وديوانية الثقافة والأدب والشعر و«لقاء ومكس التدريبي» وكذلك مبادرة «ومكس» لدعم الجمعيات الخيرية والتعاونية والعلمية، مشيرة إلى أن زوار الدورة الأخيرة للمعرض بلغ عدد أكثر من عشرة آلاف زائرة بزيادة 1021 زائرة عن معرض ومكس 2008، كما ارتفعت نسبة المشاركين والعارضين إلى 36.7 % .