تفتح "سبق" ملف المشاريع المتعثرة بمحافظة القريات، التي تأخر تنفيذها برغم حاجة المدينة والأهالي الماسّة لها؛ فما بين "خزان حي الأمير عبدالإله"، ومستشفى الولادة "المزعومة" وسفلتة حى الورود، والفلل المهددة للسلامة بشيخ المشاريع، تنقلت لترصد التعثر والتأخير. فبرغم ما تشهده المحافظة من تطور سريع على كل الجوانب السكانية والعمرانية والتجارية، وفى عدد المشاريع التنموية التي تنفّذها بعض الجهات الحكومية؛ فإن بعضاً من هذه المشاريع لا يزال تنفيذه متعثراً لأسباب مختلفة؛ فيما يعاني بعضها الآخر من بطء شديد في التنفيذ، وهو ما ينعكس على الخدمة المقدمة للمواطن الذي يستفيد منها وينتظر إنجازها.
"خزان الأمير" توقف! ومن أهم هذه المشاريع المتعثرة، يأتي تنفيذ مشروع "خزان حي الأمير عبدالإله"، ضمن مشاريع المرحلة الخامسة لشبكات المياة بالقريات، والذي بدأ العمل فيه بتاريخ 15/ 10/ 1433ه؛ وذلك بقيمة (33.723.526 ) مليون ريال؛ على أن ينتهي ويتم تسليمه للجهة المختصة وهي إدارة مكتب المياة بمنطقة الجوف بتاريخ 6/ 11/ 1435ه.
وبرغم انتهاء المدة المحددة منذ ما يقارب التسعة أشهر، لم يتم تسليم المشروع والانتهاء منه؛ حتى الآن بعد أن سَحَبَ مكتبُ المياه بالمنطقة المشروعَ من المقاول المنفِّذ قبل عدة أشهر؛ بسبب نقص في إمكانياته وعمالته، ولم يتم ترسيته على مقاول آخر حتى الآن.
على حساب البنية وتأتي بلدية محافظة القريات في مقدمة الدوائر الحكومية بالقريات الأكثر تنفيذاً للمشاريع بالمحافظة، التي بدأ البعض منها يظهر للعيان؛ لا سيما في الثلاث سنوات الأخيرة، ومنها افتتاح وإعادة تأهيل عدد من المنتزهات والحدائق التي كانت تفتقدها القريات، وأصبحت متنفساً للأهالي والمقيمين، كما قامت بعمل عدد من الدوارات المرورية بالتقاطعات الهامة؛ مما خفف -نوعاً ما- من تزاحم وحوادث السيارات، بالإضافة لاهتمامها بالجانب الجمالي للمدينة، والذي يراه البعض أنه يأتي على حساب البنية التحتية للمدينة، وفي مقدمتها عدم سفلتة شوارع الأحياء الحديثة وإنارتها، والتي يسكنها العديد من المواطنين الذين يقضون ليلهم في ظلام دامس؛ وذلك كأحياء التسهيلات والورود، وعدد من شوارع حي الأمير عبدالإله، ومعاناة أحياء قديمة كحي حصيدة من سوء شوارعها وتجمع مياة الأمطار والمجاري.
إنارة وسفلتة "الورود" ويطالب سكان مخطط حي الورود (غرب القريات) بالبدء في مشروع إنارة وسفلتة شوارع الحي، الذي يعتبر أحدث وأكبر الأحياء الجديدة بالمحافظة، والذي سبق أن تمت ترسيته على المقاول المنفذ للمشروع قبل نحو سنتين؛ وذلك بقيمة تفوق 16مليون ريال، وبحسب اللوحة التعريفية للمشروع التي كانت موجودة بالحي، تم تحديد بداية تنفيذ المشروع المفترضة وتسليمه للمقاول بتاريخ 16/ 2/ 1434ه، تنتهي بتاريخ 16/ 2/ 1436ه، وهو موعد تسليم المشروع للجهة المختصة، وهي بلدية القريات، وهي الفترة التي مضى على انتهائها نحو أربعة أشهر، ولم يتم البدء بالمشروع حتى الآن. نقل مشروع السفلتة وحول عدم تنفيذ المشروع حتى الآن، أوضح رئيس بلدية القريات المهندس علي بن قائض الشمري ل"سبق"، أن مخطط الورود تم طرح جزء منه ضمن مشروع سفلتة ورصف وإنارة للأمانة والبلديات والقرى التابعة عام 1434ه، كما تم طرح مشروع دراسة للطرق بالمنطقة، ومنها حي الورود؛ حيث تم نقل مشروع السفلتة لمواقع أخرى؛ ليتم تخصيص مشروع سفلتة لمخططات المنح، ومنها مخطط الورود بالقريات من قِبَل الوزارة، والذي تم طرحه، وإجراءات ترسيته جارية.
بلا مستشفى ولادة! منذ أكثر من عشر سنوات، تتصدر محافظة القريات مدن المملكة في نسبة عدد المواليد؛ وذلك بحسب الإحصائيات السنوية التي تصدرها وزارة الصحة، التي حققت بها القريات أعلى نسبة مواليد بالمملكة؛ حيث بلغت عدد حالات الولادة بمستشفى القريات العام في العام الماضي 1435ه، 5400 حالة ولادة، بمعدل 30 مولوداً يومياً.
أعلى معدل ميلاد وشهد قسم الولادة بمستشفى القريات في إحصائية من وزارة الصحة لعام 1427ه (3483) حالة ولادة طبيعية، بالإضافة إلى (661) حالة ولادة غير طبيعية؛ ليصبح المجموع (4144) حالة ولادة، كما تصدرت محافظة القريات عام 1428ه، أعلى نسبة للمراجعات السعوديات لأقسام النساء والولادة بمعدل (99.45% )، وهي تمثل أعلى نسبة حالات ولادة على مستوى المملكة قياساً بعدد السكان، وبحسب الدليل الإحصائي الصادر من وزارة الصحة.
ارتفاع الوفيات وتعاني القريات مؤخراً من ارتفاع في عدد الوفيات بالمواليد؛ كل ذلك جعل الأهالي يطالبون بسرعة تنفيذ مستشفى نساء وولادة، الذي طال انتظاره؛ برغم ما تتميز به القريات في نسبة المواليد والوفيات على مستوى المملكة، وحاجة المحافظة لها منذ سنوات.
استكمال أرواق وعلمت "سبق" من مصادرها، أن مشروع مستشفى النساء والولادة، تمت الموافقة عليه مؤخراً بسعة 200 سرير، ولم يتبقَّ عليه سوى استكمال بعض الأوراق الخاصة بالمشروع لبدء العمل به، وهو ما ينتظرة الأهالي ويتمنون تحقيقه.
عيوب شيخ المشاريع يعتبر أطول المشاريع الجاري تنفيذها بالقريات، بعد أن أكمل اليوم عامه السادس ولا يزال العمل به جارياً؛ حيث بدأ العمل به في تاريخ 12/ 11/ 1430ه، وكان مقرراً تسليمه في 22/ 11/ 1432ه بتكلفة تزيد على 122 مليون ريال؛ إلا أن عيوباً خطيرة تم اكتشافها أثناء تنفيذ المشروع، ولاحظتها الوزارة في وقت متأخر؛ مما اضطرها إلى إيقاف المشروع وفسخ عقد الاستشاري، والتعاقد مع شركة متخصصة لدراسة العيوب، والعمل على تلافي الأخطاء السابقة.
تهدد السلامة وأكدت تقارير هندسية، أن نحو 25 فيلا من فلل المشروع، تُهدد سلامة الأرواح، وتستوجب إزالتها وإعادة بنائها؛ بخلاف عيوب عديدة عمّت جميع فلل المشروع؛ ما قلّل من ثقة المستفيد من هذه الفلل.