جسّد الفنان التشكيلي المعروف أحمد زهير التوافق الوطني عندما رسم جدارية في قرية القديح بالقطيف، حاول من خلالها تأكيد نبذ الطائفية ومحاربة الفتنة التي يسعى لزرعها بين أبناء السعودية عدد من المنظمات الإرهابية وبعض استخبارات الدول المعادية. وقال الفنان أحمد زهير ل"سبق" إن هذه اللوحة الجدارية تؤكد أن مصاب أبناء القديح مصاب للوطن بأكمله، وبمختلف طوائفه.
وواصل: طرأت فكرة جدارية القديح بعدما تألمت من الحادث الإرهابي الشنيع، ولاحظت بعض المحاولات الدنيئة لزرع الفتنة الطائفية بين أبناء السعودية، وحفزني خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي جاء بصيغه شديدة اللهجة ضد كل من يحاول المساس بأمن الوطن.
وأضاف: قررت حينها أن أحزم حقائب أدواتي الفنية، واتجهت جوا من جدة إلى المنطقة الشرقية، وعند وصولي إلى موقع التفجير استقبلني أهالي القديح بكل كرم ونبل وحفاوة، ورحبوا بفكرة الجدارية، وقدموا لي كل العون والمساعدة حتى أنهيت اللوحة. واقترح أحد الحاضرين أن أضيف أسفل اللوحة عبارة (أخوكم من أهل السنة)؛ وذلك لتأكيد تلاحم مختلف الطوائف في هذا المصاب الجلل.
وأردف زهير قائلاً: هذه الجدارية تمثل مشاعر أبناء الوطن؛ فمصابنا واحد، وألمنا واحد، وسنظل متماسكين رغماً عن كل المحاولات لزرع الفرقة التي قابلها المجتمع بكل عقلانية وهدوء.
يُذكر أن الفنان التشكيلي زهير هو صاحب اللوحة الجدارية الشهيرة "وين رايح"، التي رسمها في كورنيش جدة للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ولاقت صدى واسعاً في المجتمع السعودي.